عدم الاستقرار يتهدد أعرق جامعات السودان

مدير الجامعة البروفيسور محمد احمد على الشيخ
محمد أحمد الشيخ نفى وجود سبب سياسي وراء إبعاد الأساتذة (الجزيرة نت) 
عماد عبد الهادي-الخرطوم

في إجراء قد يهدد استقرار أعرق الجامعات السودانية, قررت إدارة جامعة الخرطوم عدم تجديد عقود نحو خمسين من أساتذة الجامعة بجميع التخصصات العلمية وإحالتهم للتقاعد الإجباري.
 
وبررت إدارة الجامعة قرارها لبلوغ المستهدفين سن المعاش المحددة بستين سنة، إلى جانب ما أعلن عن عدم استيفاء الأساتذة المعنيين  المعايير وشروط تمديد الخدمة.

هذا الإجراء اعتبرته نقابة أساتذة الجامعة "عملا سياسيا ومدبرا" وأعلنت استعدادها للدخول في إضراب عن العمل يبدأ السبت المقبل.

 

وقد هدد عدد آخر من الأساتذة بتقديم استقالات جماعية تضامنا مع زملائهم المبعدين.

ووصفت الحركة الشعبية لتحرير السودان -المشاركة بالحكومة- قرار الجامعة بأنه إقصاء لكفاءات علمية وعلماء في تخصصات نادرة، من شأنه أن يدمر التعليم العالي. واتهمت جهات لم تسمها بإفراغ الجامعات السودانية من العلماء.

شروط التعاقد
أما مدير الجامعة محمد أحمد الشيخ فقال إن الأساتذة الذين لم يجدد التعاقد معهم لم يستوفوا شروط التعاقد، نافيا أن يكون الهدف من القرار عملا سياسيا يسعى لإبعاد غير المنتمين لحزب المؤتمر الوطني.

 
واعترف الشيخ بأن جامعة الخرطوم تمر الآن بمرحلة عصيبة في تاريخها "مما يفرض معالجة أمرها بحكمة".

كما ذكر في مؤتمر صحفي أن الجامعة لم تجدد التعاقد مع بعض الأساتذة لعدم استيفائهم المعايير الأكاديمية المطلوبة "وليست هناك مشكلة مع الأساتذة وإن الأمر يتعلق بتطبيق القانون الذي أقرته الدولة".

من جانبه أعلن وزير الدولة بوزارة العمل محمد يوسف أحمد المصطفى (من الحركة الشعبية) أن القرار لم يصدر من جهة مخولة بإصداره "بل ويتعارض مع القانون". وقال للجزيرة نت إن هناك جهات لم يسمها "تسعى إلى تدمير التعليم العالي في البلاد بتنفيذ سياسات غير مدروسة".

وأضاف المصطفى أن إبعاد أكثر من خمسين أستاذا دفعة واحدة لا يعنى سوى أنه "معول على رأس الجامعة والتعليم العالي بأسره" معتبرا أن هناك من يسعى لإبعاد كل الأساتذة الذين لا يوافقون على تنفيذ السياسات غير المسؤولة بالتعليم العالي.

كما وصف ما يجري بجامعة الخرطوم بأنه نوع من الإقصاء الذي ستحاربه الحركة الشعبية. وأكد أن هناك أساتذة مشهودا لهم بالكفاءة العلمية داخليا وخارجيا، وليس من المنطق أن يبعدوا لأنهم لا يتوافقون مع سياسات المؤتمر الوطني.

 
من جهته اعتبر رئيس نقابة أساتذة جامعة الخرطوم بابكر أحمد الحسن أن القرار سيهز التعليم العالي بالبلاد والجامعة بكاملها. واتهم في حديث للجزيرة نت جهات لم يسمها بمحاربة العلماء في السودان.
 
كما أشار الحسن إلى عدم وجود أساتذة بالمواصفات التي كان يتمتع بها المبعدون، بقوله إن السودان سيخسر كوادر كثيرة بهجرة العقول المحاربة من قبل الحكومة.
المصدر : الجزيرة