شرطة إيران تواصل مواجهة "الحجاب السيئ"

ملف مصور للمخالفات وتحويل للمحكمة"الجزيرة نت"

الخطوة الإيرانية أثارت جدلا داخليا (الجزيرة نت)

فاطمة الصمادي-طهران

لليوم السادس على التوالي تواصل قوات الأمن الإيرانية في 23 نقطة داخل مدينة طهران تنفيذ خطة مواجهة ما تدعوه "الحجاب السيئ"، وذلك عبر طواقم تضم عناصر من الشرطة النسائية كلفت بالتعامل مع الفتيات اللواتي يصنف لباسهن بأنه مخل بمعايير الحجاب الإسلامي.

وأثارت هذه الخطة جدلا واسعا وانقساما في الرأي بين مؤيد ومعارض، حيث انحاز خطباء الجمعة في عدد من مساجد العاصمة لإجراءات الأمن في حين عبر الإصلاحيون في مقالات نشرتها صحفهم صراحة عن معارضتهم لتصدي قوات الشرطة لهذا الموضوع.

الجزيرة نت تواجدت في عدد من هذه النقاط وسجلت مجموعة من المشاهدات، فعند مدخل محطة قطار أنفاق مير داماد كانت فتاة تتجادل مع الأمن ومع محاولات تهدئتها كان صوتها يتعالى قائلة "أتذكرون ملصق رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد أيام الانتخابات.. كتب عليه: شبابنا ومهما كانت أشكال لباسهم أو قصات شعورهم أعزاء علينا ويجب أن نعاملهم بلطف.. فهل هذا هو اللطف الذي تحدث عنه نجاد؟".

وفي ميدان تجريش تحدثنا لدقائق مع شرطية أوضحت خلالها وهي "تسحب" النساء والفتيات المارات في الشارع بالقول "ننفذ صلاحياتنا التي منحها لنا قانون المجازاة الإسلامي، فالمادة 638 تنص صراحة على مسؤوليتنا في مواجهة هذه المخالفات. ونقوم بعمل ملف للمخالفة يتضمن معلومات عنها مع صورتها وشرح بالتجاوز الحاصل ثم نرسل الملف وصاحبته إلى القضاء وهناك غرامة مالية بحق من لها سابقة في المخالفة".

23 نقطة للشرطة ضمن حملة
23 نقطة للشرطة ضمن حملة "الحجاب السيئ " تنتشر في طهران (الجزيرة نت)

60 % فتيات
أما في ميدان ونك، التقينا ساره نائيني التي لم يسجل لها ملف ولكن تم تنبيهها للرداء (المانطو) الذي تلبسه بأنه قصير، علما بأنها اشترته -حسب قولها- من متجر إيراني.

وفي هذا السياق بدأ الأمن بعقد جلسات مشتركة مع وزارة التجارة لمنع إنتاج ملابس تتعارض مع الأعراف. وتعتقد الشابة التي تدرس اللغة الفرنسية أن القضية لا تحل بهذه الطريقة، خاصة أن ثلثي سكان إيران من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما وتشكل الفتيات 60% من هذه النسبة.

حجاب القاهرة
الدكتور هادي خانيكي أستاذ الإعلام ومستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، تحولت محاضرته بطلب من تلاميذه من موضوع السياسات الإعلامية إلى موضوع "الحجاب السيئ".

ويعتقد خانيكي أن المسألة معقدة وبالدرجة الأولى ثقافية، ما يجعل مواجهتها وحل إشكالاتها ليس من صلاحيات الأمن. وينقل خانيكي لطلبته ما لاحظه خلال زيارته للقاهرة قائلا "أؤكد لكم أن القاهرة أكثر التزاما بالحجاب من طهران لأن الفتيات هناك يرتدينه بالاختيار لا بالإجبار". 

وتلقت الجزيرة نت نسخة من نتائج استطلاع للرأي حول ظاهرة "الحجاب السيئ" شمل 1400 شخص أعمارهم فوق 17 عاما، تقول إن 86% من المشاركين فيه طالبوا بالتصدي للظاهرة و83% يعتقدون أنها تشكل مساسا بالأمن الاجتماعي وخطرا على الأخلاق، في حين اعتبر 78% أنها توجه ضربة للثقافة وأكد 93% أن بإمكان قوات الشرطة وضع حد لها. 

وكان عدد من النواب المحافظين في مجلس الشورى قد أرسلوا تذكيرا مكتوبا لوزير الداخلية حول القيم الإسلامية والأمن الاجتماعي طالبوا فيه بأن يتصدى الأمن بشكل حازم لظاهرة "الحجاب السيئ"، بوصفها تعزيزا للغزو الثقافي واعتداء على حرمات الآخرين وأمن المجتمع.

المصدر : الجزيرة