الضاري: لا بديل عن هيئة علماء المسلمين في العراق
محمد النجار-عمان
قال رئيس اللجنة الإعلامية والثقافية في هيئة علماء المسلمين في العراق إن الهيئة لم تتم استشارتها في تشكيل مجلس علماء العراق، الذي أعلن عنه في عمان مطلع الشهر الجاري. ونفى في حوار مع الجزيرة نت أن يكون المجلس الجديد بديلا عن الهيئة.
موقف الهيئة من مؤتمر علماء العراق الثالث الذي عقد في عمان وأسفر عن تشكيل مجلس علماء العراق ومجمع آخر للفتوى، عبر عنه الدكتور محمد بشار الفيضي في مقابلة مع قناة الجزيرة، واكتفت الهيئة بذلك الموقف دون أن تصدر بيانا على اعتبار أن الأمر لا يستحق كل هذا.
موضوع مجلس العلماء لم نستشر فيه ولم يؤخذ رأينا فيه. أما الذي حصل فعلا فهو مؤتمر بمسمى آخر، حضر من الهيئة 40 إلى 50 إن لم يكن أكثر، حضروا لأنهم أئمة وخطباء وعلماء على أنهم موظفون في ديوان الوقف السني، وبما أن الدعوة هي لمؤتمر للوقف السني معتاد عقده في بغداد في كل عام، حضر هؤلاء لتدارس شؤون المساجد وحرقها وما تتعرض له من اعتداءات واغتيال لأئمتها وتهجيرهم للخارج، ومن هنا كانت الاستجابة كبيرة.
معظم من حضروا حضروا للغايات التي ذكرت سابقا، وهناك من كانت لديه غاية أخرى وهي زيارة عمان للالتقاء بالأمين العام للهيئة الشيخ حارث الضاري حيث يقيم الآن، والأمين العام أقام لهم حفل دعوة كبيرا في مقر إقامته حيث تحدثوا عن وجهة نظرهم بأنهم فوجئوا بما طرح.
هذا السؤال كرر علينا كثيرا، ويبدو أن الإعلام قلق أكثر منا بشأن هذه القضية، من هنا أؤكد أننا لسنا قلقين أبدا، وما نقوله إن أي جهة تريد أن تعمل في الساحة من أجل خدمة المصلحة الوطنية للعراقيين فأهلا وسهلا بها.
ونحن كهيئة عندما عملنا في الساحة السياسية الإعلامية والثقافية لمسنا أن هناك حاجة كبيرة لتضافر الجهود في هذا المجال، لذلك كنا نرحب دائما ببروز الهيئات الناشطة في هذا المجال، كما كنا ندعو لتكاتف الجهود ونتمنى على جهات كثيرة أن تقوم عنا ببعض الأعباء والمهام، بسبب المضايقة التي نواجهها من قوات الاحتلال والحكومات المتعاقبة ومنها الحكومة الحالية. لذلك نحن ننظر للموضوع بهذه الصورة ولا نستشعر أي مشكلة فيه.
أما إذا كانت هناك نوايا وأهداف أخرى لهذا لمؤتمر فيسأل عنها من أقامها، نحن قلنا أيضا إننا نرحب بأي جهد يحافظ على ثوابتنا الشرعية والوطنية الحقيقية ويهدف لتحقيق المصالح المعتبرة للعراقيين من أي طرف كان.
كما قلت لك في البداية أقول الآن.
نحن نقول إن هناك جهودا كبيرة تبذل في الساحة العراقية الآن، وإن مياها كثيرة تجري في الجدول فيما يخص موضوع المقاومة أو الموضوع السياسي والشرعي، وأناس كثيرون لهم اجتهادهم الشخصي والشرعي، والساحة هي المعيار لمدى صوابية وصحة وكفاءة هذه الإجراءات.
الهيئة تعمل في الساحة منذ أربع سنوات، والتقييم الشعبي العراقي والتقييم العربي الخارجي والإسلامي والعالمي لا نتكلم عنه نحن، وإنما نلمس أصداءه واضحة في كل مكان نذهب إليه، ثم المشروع الذي انطلقت الهيئة من أجله وهو تحرير العراق ودعم المقاومة العراقية والذي أعلنته عبر مشروعها الذي قدمته عام 2004 والقاضي بجدولة انسحاب الاحتلال، الذي بدأت تظهر تباشيره، فنحن ننظر للأمر من هذه الزاوية.
إذا فليتكلم الكثيرون ولينتقدوا، المهم نحن وضعنا خطة وبرنامجا سياسيا ونعتقد أننا نسير على وفق ما وضعناه، وأن النتائج التي تحققت من فشل العملية السياسية وانهيار نظام المحاصصة الطائفية، وبدء الكلام عن جدولة الانسحاب والمشروع التوحيدي والتجميعي للمقاومة العراقية، هذا كنا نقوله كله منذ البداية.
انقسامات في فصائل المقاومة نعتقد أنها من قبيل إعادة النظر في بعض الرؤى والأفكار ومن قبيل النقد الذاتي الذي تمارسه فصائل المقاومة، ومن حقها أن تمارس ذلك دون أي وصاية من أي طرف كان.
أما عن موضوع حماس العراق فأرى أن كثيرا من المحللين الذين تناولوا هذا الموضوع ذهبوا بعيدا، وقسم منهم نتيجة نقص المعلومات وقع في أخطاء كبيرة جدا، وأظهر الأمر وكأنه مؤامرة كبيرة تشترك فيها دول ومؤسسات للإجهاز على هذا الفصيل أو ذاك.
البيان الذي صدر عن كتائب ثورة العشرين وانقسامها ابتداء لفيلقين واضح وصريح يدل على أن هناك انفصالا ولكنه تم بشكل ودي وفي إطار تفاهم نتيجة اختلاف في وجهات النظر، وهو ما أدى إلى أن يتفق الطرفان على قسمة الكتائب لفصيلين، اختار أحدهما اسما واختار الطرف الآخر الاسم الذي كان عليه، وهذا هو الأمر كما قرأته دون أي تهويل.
لا تعليق.
نعم هناك وجهتا نظر فعلا، ولكن الوجهة الأولى ذات مصداقية. إن الاعتراف من جانب الدول العربية اعتراف بالأثر المهم للهيئة باعتبارها في طليعة القوى المناهضة للاحتلال في العراق، وليس اعترافا بموضوع السنة وغير ذلك، لأننا ننظر للهيئة في إطار وطني.
هذه الدول أقرت أخيرا بحجم الهيئة ودورها، وهذا يعطي دليلا أن هناك انفراجا ما في الوضع العراقي، ولكن هل هذا الانفراج يفضي للنتائج التي نتمناها؟ أعتقد أن هذا الطريق لا يزال طويلا.
في نفس الوقت هذا الاعتراف يلقي الأضواء على أن أي محاولات للتقليل من شأن الهيئة وأهميتها وتأثيرها في الساحة إن حصلت لن تجد لها مكانا للطرح، لأن هذه المرحلة لم نصل إليها إلا بعد جهد أربع سنوات، ومن غير الطبيعي أن تبدأ ببناء شيء جديد بعد كل هذه السنوات وأن تحقق نجاح المشروع الذي طرحناه.
أما وجهة النظر الأخرى فتقول إن الاعتراف العربي بالهيئة هو محاولة لإخراج الأميركان من ورطتهم.
نعتقد أن دولا عربية تنشط في هذه الفترة لإيجاد حل للقضية العراقية، وكل دولة لها اجتهاداتها الخاصة التي تستند لقاعدة معلومات قد تختلف من دولة لأخرى. نحن نسمع من جميع هذه الدول رؤاها واجتهاداتها ولسنا ملزمين بأخذ هذه الرؤية أو ذلك الاجتهاد، ولا بد لنا من إطلاع هذه الدول على كل ما يجري في العراق وأن تتعاون معنا في إيجاد حل للقضية العراقية. أما إيجاد حل للأميركان لوحدهم لا أظن أن ذلك سينفع العراقيين.