متضامنات مع الفلسطينيين يروين معاناتهن مع الاحتلال
وديع عواودة-الناصرة
لم تقتصر ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين الواقعين تحت سطوته، ولكنها تجاوزت ذلك إلى كل من يبدي تضامنا معهم أو يحاول كشف معاناتهم اليومية.
وفيما تحاول الآلة الإعلامية الإسرائيلية تحسين صورة الاحتلال، فإن ذلك لا يكاد يصمد أمام شهادات المتضامنين الدوليين الذين حاولوا اكتشاف حقيقة ما يجري بالضفة الغربية وقطاع غزة بأنفسهم.
ومن ضمن هؤلاء مؤسسة تدعى "حركة السلام النسوية الدولية" التي تأسست عام 2001، واتخذت من منطقة سلفيت بالضفة الغربية مقرا لها.
وتقول ناشطات هذه الحركة إنهن يعملن على رصد وتوثيق اعتداءات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وحقوقه، والحيلولة دون انتهاكها إضافة إلى دعم المقاومة السلمية للاحتلال.
تحايل على الاحتلال
وتروي إحدى المتطوعات بالمؤسسة جيما بوجاداس (50 عاما) للجزيرة نت كيف أنها اضطرت إلى التحايل على سلطات مطار اللد عندما أبلغتهم أنها قادمة للبلاد كسائحة مسيحية، مشيرة إلى أن سلطات الأمن بالمطار لا تتردد في إعادة كل من يشكون بكونه متطوعا بالحركة إلى حيث أتى بعد تحقيقات مطولة ومضنية.
وتقول بوجاداس التي تحمل الجنسية الكندية إنها تركت منزلها وطفلتها في أوتاوا للتطوع بصفوف الحركة، رغم إدراكها للمخاطر المحدقة بمهمتها بهدف نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والتي تتابعها منذ سنوات طويلة.
وعن طبيعة المهمة التي تقوم بها، قالت المتطوعة الكندية إنها تقيم مع ناشطات أخريات في قرية حارس بالضفة الغربية ويواظبن على المشاركة في كل مظاهرة فلسطينية ضد الاحتلال والجدار الفاصل الذي تبنيه إسرائيل على حدودها مع الضفة الغربية.
وتقول المتضامنات إنهن يقمن أيضا بزيارة الحواجز ورصد تعامل الجنود الإسرائيليين مع الفلسطينيين وكتابة التقارير للمنظمات الحقوقية والصحف الدولية، وتقديم المساعدات الإنسانية اليومية كالمساهمة في إدخال المرضى المستشفيات.
اكتشاف الحقيقة
ويساهم نشاط المتضامنين والمتضامنات مع الفلسطينيين في تغيير الصورة النمطية عن الفلسطينيين، والتي يغلب عليها أنهم إرهابيين يهددون الإسرائيليين الذين يعيشون بسلام في أراضيهم.
ومن هذه الأمثلة الناشطة الأميركية هانا (25 عاما) التي جاءت إلى الأراضي الفلسطينية منذ شهرين تقريبا، وتقول إن والديها قلقا جدا وغضبا من خطوتها نتيجة وحذروها من التعرض للقتل على يد الفلسطينيين لأنها يهودية وأميركية، مشيرة إلى أن تقاريرها لهما "نجحت في إقناعهما بالكامل بسلامة قرارها وبتغيير وجهة نظرهما" تجاه الفلسطينيين الذين يتعرضون لاعتداءات يومية على يد الاحتلال.
وترى هانا أن وسائل الإعلام الأميركية لا تصغي لهن بشكل كاف بسبب الانحياز لإسرائيل، ولكنها في الوقت ذاته تعبر عن الأمل في أن يساهم حضورها إلى المنطقة "في نقل الحقائق ولو جزئيا خاصة أن الناس هناك وقعوا ضحية الوهم والتضليل وجهل ببدايات الصراع".
وعلى النقيض من هانا، التقينا دنيا -وهي فتاة لأم فرنسية ووالد تونسي جاءت من فرنسا قبل أسبوعين، وتقول إنها لا تتكلم العربية "لكن القضية الفلسطينية تسكن فؤادها منذ أن اشتد ساعدها" وإنها "فلسطينية الروح والهوى".
واستذكرت دنيا بغبطة مساهمتها في نشر صحيفة لندنية مهمة لقصة سيدة من سلفيت استنشقت غاز الاحتلال أثناء مظاهرة في قرية الزاوية مما أدى إلى إجهاض جنينها.
كذبة الصهيونية
أما المتطوعة الأسترالية كارولين (30 عاما) فقالت إنها أقامت في إسرائيل قبل 20 عاما حتى "اكتشفت كذبة الصهيونية".
وترى كارولين التي عملت في جنوب أفريقيا لسنوات أن "أبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي أشد وأفظع من الذي وجد في جنوب أفريقيا لأنه لا يفرق بين أسود وأبيض بل بين الأخ وأخيه وبين الأب ونجله".
وتعبر الناشطة الأسترالية عن إعجابها بتشبث الشعب الفلسطيني بالأمل والابتسامة رغم قسوة الاحتلال الذي لا تكشف روايات المتضامنين معه إلا جزءا يسيرا منه.