تقدم الدور الديني في بناء الدولة بسبب فشل الدور السياسي

أشغال المنتدى الأميركي الإسلامي تواصلت في جلسات مغلقة

النقاش تمحور حول العولمة وأثرها

حسن صغير-الدوحة
تواصلت اليوم بالدوحة فعاليات منتدى أميركا والعالم الإسلامي من خلال جلسات مغلقة تعقدها مجموعات العمل حول مختلف القضايا المطروحة، وتوزع المشاركون على ثلاث مجموعات هي المجموعة الأمنية ومجموعة الحكم والدين والسياسة ومجموعة الجيل القادم.

وقد بحثت مجموعة الحكم والدين والسياسة سبل بناء الدولة الفاعلة المتوافقة مع العقيدة وحاولت تحديد أسباب عدم تمكن عدة دول من توفير احتياجات مواطنيها الأساسية، وبحث طرق جعل الحكومات تعمل بصورة أفضل لصالح مواطنيها.

وقال مقرر اللجنة الأستاذ بجامعة ميريلاند شبلي تلحمي إن النقاش تركز حول العولمة وأثرها في العلاقة بين الدولة والدين، إضافة إلى فشل الدولة في خدمة المواطن وارتفاع دور الدين في هذا المجال بسبب فشل السياسة.

وأضاف أن هذه المسألة ليست حكرا على المجتمعات الإسلامية بل هي ظاهرة سجلت حضورها في عديد البلدان الأخرى ومنها حتى الولايات المتحدة، وقد عزا المشاركون ذلك إلى أهمية جانب القيم التي يتحلى بها الديني دون السياسي.

وقال إن الآراء قد اختلفت حول اعتبار فوز حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالانتخابات يعود لأسباب دينية صرفة دون التأثر بعوامل أخرى.

أما مجموعة العمل الأمنية فقد اهتمت بديناميات الأمن المتغيرة في المنطقة والمصطلحات التي يتم استخدامها وتأثير المسميات المستخدمة على الصراعات الدائرة.

بيتر سينغر: أغلب المداخلات
بيتر سينغر: أغلب المداخلات

وقال مقرر اللجنة الباحث بمعهد بروكينغز بيتر سينغر إن 68 مشاركا من الولايات المتحدة والعالم الإسلامي شاركوا في نقاشات هذه المجموعة التي تميزت بالتعقيد مشيرا إلى أن أغلب المداخلات تكتسي طابعا من التشاؤم.

وأضاف أن أبرز المحاور التي تم تناولها هي المصطلحات المستخدمة في الحديث عن الصراعات والفاعلين فيها على غرار الإرهاب والمقاومة والمحتلين والإرهابيين والاستشهاديين ومدى تأثير هذه المصطلحات على الصراعات الدائرة.

المسألة العراقية
كما بحثت هذه المجموعة الموضوع العراقي وهل يتوجب على الولايات المتحدة الانسحاب من العراق ونتائج هذا الانسحاب في حالة حصوله.

وقال سينغر إن أميركا التي وصفت بأنها جزء من المشكلة هي الآن جزء من الحل، مؤكدا أن الولايات المتحدة بحاجة إلى شرعية سياسية للخروج من العراق أو البقاء فيه.

وأشار إلى أن هناك اتفاقا على أن زيادة عدد الجنود الأميركيين في العراق ليس الحل الأنسب، مضيفا أن بعض المشاركين أثاروا كذلك مشكلة اللاجئين العراقيين وسبل حمايتهم.

وأضاف أن مشكلة دارفور مثلا لم تحظ بالطرح كإحدى مشكلات تنامي العداء بين أميركا والعالم الإسلامي على خلاف الصراع العربي الإسرائيلي والاحتلال الأميركي للعراق.

من جهتها بحثت مجموعة الجيل القادم الرؤى والآمال ومصادر الإحباط لدى الجيل القادم، وسلطت الأضواء على دور وسائل الإعلام الجديدة في تحقيق التغير الاجتماعي.

وأشار مقرر اللجنة مدير مركز بروكينغز بالدوحة هادي عمر إلى أن أشغال اللجنة تناولت مشاكل شريحة الشباب ما دون 29 عاما الذين يمثلون نصف سكان العالم الإسلامي عبر استغلال وسائل الإعلام والاتصال الحديثة لتنمية الحوار بين الشباب في العالم الإسلامي والشباب الأميركي.

يذكر أن النقاش دار في جلسات مغلقة، وقد قال الأستاذ بجامعة ميريلاند شبلي تلحمي إن

هذا الإجراء يأتي أساسا لتشجيع أطراف الحوار على الحديث بصراحة قد لا تكون موجودة إذا فتحت الجلسات لوسائل الإعلام.

المصدر : الجزيرة