إسرائيل ضاعفت نسبة الإعاقة في الأراضي الفلسطينية

إحدى برامج التأهيل التي تعنى بالأطفال المعاقين خلقيا في فلسطين

أحد برامج التأهيل التي تعنى بالأطفال المعاقين تحت الاحتلال (الجزيرة نت)
 

وضاح عيد-نابلس
 
ضاعفت الاعتداءات الإسرائيلية اليومية ضد المواطنين الفلسطينيين نسبة الإعاقات الجسدية نتيجة إطلاق النار أو التعذيب داخل سجون الاحتلال، حتى أصبح أعداد المعاقين نتيجة هذه الممارسات ضعف أعداد الإعاقات الخلقية.
 
وأظهر أخصائيون أن نسبة الإعاقة في فلسطين زادت بما لا يقل عن 3 إلى 5%، مقارنة بالنسبة التي كانت في الأعوام السابقة لانتفاضة الأقصى وكانت 1.9% بحسب مركز الإحصاء المركزي الفلسطيني.
 
ويؤكد زياد عمرو الناشط في حقوق المعاقين ومؤسس اتحاد المعاقين في فلسطين أن أعدادهم زادت بما لا يقل عن 4000 معاق بحسب تقرير الأمم المتحدة، وبدرجات متفاوتة نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي أي بنسبة 3 إلى5% من مجموع السكان، وهناك ما لا يقل عن 115 شهيدا من ذوي الاحتياجات الخاصة سقطوا في انتفاضة الاقصى، ولا يخلو الأمر من اعتداءات على المؤسسات الصحية الخاصة بالمعاقين في الأراضي الفلسطينية.
 
انتهاك الاتفاقيات
وقال عمرو في حديث للجزيرة نت إن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمد انتهاك حقوق المعاقين وحقوق الشعب الفسطيني، ويسعى إلى تحويل الفلسطينيين إلى معاقين حتى يحول دون مطالبتهم بقضيتهم العادلة، وهذا مخالف لبنود اتفاقية جنيف الرابعة".
علام  جرار يشكو من الظروف التي تعيق الخدمات (الجزيرة نت)
علام  جرار يشكو من الظروف التي تعيق الخدمات (الجزيرة نت)


وتنص الاتفاقية على حماية المدنيين تحت الاحتلال وعدم انتهاك حقوقهم، إضافة إلى اتفاقية الطفل واتفاقية حرية التنقل والمعاهدة الدولية لحقوق المعاقين والتي فازت فلسطين بـ105 أصوات ضد ست دول منها إسرائيل والولايات المتحدة لم يوقعوا عليها، والتي تنص بنودها على حماية المعاقين القابعين تحت الاحتلال الاجنبي وحفظ حقوقهم.

 
ومن جانبه، يشير مدير برنامج التأهيل المجتمعي التابع للإغاثة الطبية الفلسطينية ومدير مركز فرح لتأهيل المعاقين الدكتور علام جرار إلى أن نسبة ازدياد المعاقين في السنوات الأخيرة تعود إلى عدة عوامل ناتجة عن ممارسات الاحتلال التعسفية والاستهداف الواضح للشباب الفلسطيني بالرصاص الحي الذي أدى إلى إعاقات مستديمة في صفوفهم.
 
وقال جرار في حديث للجزيرة نت "إن الظروف السياسية والاقتصادية التي تشهدها الساحة الفلسطينية حالت دون إيصال الخدمات اللازمة للمعاقين، فوجود الحواجز والإغلاقات المستمرة على المدن الفلسطينية حرمت العشرات من المعاقين من التخفيف عنهم وتقديم الخدمات اللازمة لهم".
 
وأوضح أن زيادة تدهور الأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية فاقمت من خطورة الموقف وانعكست مضاعفاتها سلبا على الأطفال، مما حول الكثير من الأمراض إلى حالات إعاقة دائمة.
 
منع العلاج
معاذ حسيبا (17 عاما) من نابلس أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الرأس أثناء الانتفاضة ما أدى إلى إعاقته الكاملة في الجزء الأيمن من جسده وسببت له مشاكل في النطق واللغة، وهو الآن لا يستطيع إكمال جلسات علاجه بطريقة مستمرة لصعوبة أوضاعه الاقتصادية والنفسية.
 
إلى جانب ذلك تحُول قوات الاحتلال دون دخوله للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية بحجة أنه "أصيب أثناء تصديه للقوات الإسرائيلية بالحجارة في أحد التوغلات في المدينة"، لذلك لا يمكن له الحصول على تصريح دخول للأراضي الإسرائيلية.
 
ويقول والد معاذ في حديث للجزيرة نت "منذ أربع سنوات أصيب ابني في المنطقة الخلفية من الرأس حيث كان متوجها إلى مدرسته الموجودة في منطقة قريبة من مخيم بلاطة والذي كان في تلك المدة محاصرا من قبل قوات الاحتلال، فأطلق جند الاحتلال النار باتجاه مجموعة من الأطفال كان ابني من ضمنهم فأصيب بجراح خطيرة أفقدته حركته ونطقه، واليوم تحُول قوات الاحتلال دون مواصلة علاجه في الخارج أو داخل المستشفيات الإسرائيلية".
المصدر : الجزيرة