المعارضة اليمنية

Anti-government protesters shout slogans during a protest demanding the ouster of Yemen's President Ali Abdullah Saleh outside Sanaa University March 1, 2011. Tens of thousands of protesters flooded Yemen's streets on Tuesday,


يواجه نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تحديا سياسيا تقوده حركات معارضة ومتمردة, تتنوع مطالبها بين الانفصالي والسياسي والديني, ومنها من رفع السلاح ضد النظام.

ومن أبرز هذه الحركات "اللقاء المشترك" الذي يجمع سبعة أحزاب معارضة رئيسية، هي التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وحزب البعث العربي الاشتراكي، والتجمع السبتمبري، واتحاد القوى الشعبية اليمنية، وحزب الحق.

وقد التقت أحزاب اللقاء حول معارضة نظام الرئيس علي عبد الله صالح رغم اختلافها حول جملة من المسائل الأخرى، وتمكنت من تحقيق حد معقول من التعايش بين مكوناتها المختلفة إيديولوجياً والمتفقة سياسيا ومصلحيا.

ويحتل هذا التكتل الحزبي –الذي تأسس في 6 فبراير/شباط 2003 على أنقاض "مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة"- 85 مقعدا في البرلمان من أصل 301.

وبدأ اللقاء منذ سبتمبر/أيلول الماضي حملة تصعيد ضد النظام القائم بعد فشل الحوار الذي أقره الطرفان في يوليو/تموز الماضي، ليعلن في منتصف ديسمبر/كانون الأول مقاطعته للجلسات البرلمانية، بعد قرار الحزب الحاكم اعتماد تعديلات دستورية تتيح للرئيس علي عبد الله صالح الحكم مدى الحياة.

ورغم إعلان صالح مؤخرا سحب هذه التعديلات، وتعهده بعدم التمديد أو التوريث، وتعهده بجملة من الإصلاحات الأخرى، انضم اللقاء المشترك إلى الانتفاضة الشبابية الداعية لإسقاط النظام.

مظاهرة للحراك في الضالع (الجزيرة-أرشيف)
مظاهرة للحراك في الضالع (الجزيرة-أرشيف)

الحراك الجنوبي
ولئن اقتصرت مطالب اللقاء المشترك على الإصلاح والتغيير فإن "الحراك الجنوبي" الذي ينشط في جنوب اليمن يطالب بالانفصال وإعادة قيام دولة اليمن الجنوبي -جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية- التي أعلنت الوحدة مع اليمن الشمالي مطلع تسعينيات القرن الماضي.

والحراك عبارة عن تكتل يجمع قوى وفصائل جنوبية، أبرزها المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب, إضافة إلى عدة فصائل، أبرزها الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب، والمجلس الوطني الأعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب، والتجمع الديمقراطي الجنوبي، واتحاد شباب وطلاب الجنوب.

وقد ظهر الحراك الجنوبي في مطلع عام 2007 كحركة احتجاجية معارضة لنظام الرئيس صالح، قبل أن يتطور خلال السنوات الثلاث الماضية من حركة احتجاجية ضد التهميش والإقصاء -الذي يشكو منه الجنوبيون- إلى حركة تمرد مدنية متعاظمة، ليس فقط ضد حكم صالح وإنما أيضا ضد استمرار الوحدة بين شطريْ اليمن.

الحوثيون
وفي الشمال تواجه السلطات اليمنية معارضة مسلحة وقوية من الحوثيين، وهم حركة شيعية من أتباع المذهب الزيدي تنشط أساسا في محافظة صعدة.

وقد طفت هذه الحركة على سطح الأحداث لأول مرة في عام 2004، إثر اندلاع مواجهات عنيفة ومسلحة هي الأولى لها مع الحكومة اليمنية.

ولكن وجود الجماعة يعود في الواقع إلى ثمانينيات القرن الماضي، عبر اتحادات وجمعيات شبابية تعتنق المذهب الزيدي، وتطالب بتدريسه في المدارس اليمنية.

وقد أدت الحروب الست التي اندلعت بين النظام اليمني والحوثيين إلى مقتل أكثر من 10 آلاف يمني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد مئات الآلاف، وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.

وبعد انطلاق الثورة الحالية في اليمن، أعلن الحوثيون أنهم سينضمون إليها، وسيناضلون "هذه المرة" سلميا حتى يسقط النظام، الذي اتهموه بفتح الأجواء أمام السعوديين والأميركيين ليقتلوا اليمنيين.

المصدر : الجزيرة