اجتماع أنابوليس وشأنه بأزمة انتخابات الرئاسة اللبنانية

أنابوليس جمد الصراع اللبناني مؤقتا حول اختيار خليفة للرئيس إميل لحود (الأوروبية)

محمد أعماري-بيروت

حوّل اجتماع أنابوليس كاميرات كانت منذ يومين فقط مركزة على قصر بعبدا ومقر البرلمان اللبناني ببيروت، خصوصا بعد إرجاء جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد إلى يوم الجمعة.

المكونات السياسية بلبنان تحولت اليومين الأخيرين من تبادل الاتهامات وتلاوة البيانات والبيانات المضادة هنا وهناك إلى عقد الاجتماعات الثنائية مع الزعامات الدينية والسفراء الأجانب، بحثا عن حلول لأزمة رئاسة شغلت العالم كله حتى اعتقد الكثيرون أن حلها ربما سيناقش على هامش جلسات أنابوليس.


"
مدير مركز معهد كارنيغي للشرق الأوسط ببيروت بول سالم: لن تدور في أنابوليس محادثات بين الأطراف الرئيسية المتدخلة في الشأن اللبناني، ولن يسفر عن شيء مهم يجعل اللبنانيين يتطلعون إليه
"

علاقة غير مباشرة
ورغم أن بعض المراقبين والمحللين يرون أن لا علاقة مباشرة بين ما يتصارع من أجله فريقا المعارضة والموالاة في بيروت، وبين ما جمعت من أجله واشنطن أكثر من خمسين دولة ومؤسسة في أنابوليس، فإن بعضهم يرى أن لغز انتخاب رئيس جديد قد يخرج حله من الاجتماع.

فمدير مركز معهد كارنيغي للشرق الأوسط ببيروت بول سالم لا يجد أي رابط مباشر بين أنابوليس وأزمة الرئاسة في لبنان، لأنه "لن تدور في الاجتماع محادثات بين الأطراف الرئيسية المتدخلة في الشأن اللبناني، ولن يسفر عن شيء مهم يجعل اللبنانيين يتطلعون إليه".

ويرى سالم أن ما قد ينجح فيه أنابوليس ويؤثر بشكل غير مباشر في انتخاب رئيس جديد للبنان هو إعادة تحريك العملية الدبلوماسية الأميركية والروسية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه "لحل الأزمة اللبنانية لا بد من مشاركة روسيا وإيران وسوريا من جهة، والولايات المتحدة والسعودية ومصر من جهة أخرى".


لا حل بالداخل
وبدوره بول سالم يؤكد أن "أزمة الرئاسة اللبنانية لن تجد لها حلا داخليا محضا" لأن لبنان يمثل ساحة تجاذبات إقليمية ودولية منذ استقلاله سنة 1942، وكل الأزمات التي حصلت فيه كانت ذات ارتباطات دولية وإقليمية ابتداء من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مرورا بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، فحرب الخليج ثم الاحتلال الأميركي للعراق.

"
أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية  غسان العزي: أزمة الرئاسة اللبنانية لن تجد لها حلا داخليا محضا لأن لبنان يمثل ساحة تجاذبات إقليمية ودولية منذ استقلاله سنة 1942
"

ويضيف الرجل أن "المشهد الإقليمي اليوم أيضا تنعكس أحداثه على الساحة اللبنانية خصوصا مع فشل الكثير من السياسات الأميركية في المنطقة، حيث أصبح البلد منقسما بين معسكرين دوليين يتضمنان أطرافا إقليمية".

وعما يمكن أن يقدمه مؤتمر أنابوليس لأطراف الصراع في لبنان، يرى العزي أنه "إذا انضمت سوريا إلى المسار التفاوضي وقدمت تنازلات فإنها ستسعى ومعها الولايات المتحدة لحل جدي لأزمة الرئاسة اللبنانية".


نصيب روسيا
ويعتقد مدير مركز معهد كارنيغي أن لموسكو نصيبا في الحل الدولي لأزمة الرئاسة اللبنانية، معتبرا أن "الاهتمام الروسي بملف لبنان ربما يكون مؤشرا على أن هناك تنسيقا روسيا أميركيا في بعض قضايا الشرق الأوسط ومنها الملف اللبناني".

ويرى المتحدث نفسه أن "روسيا وأميركا إذا تلاقت مصالحهما في إيجاد حل لأزمة الرئاسة في لبنان فإن هذا الحل سيأتي، لكن ليس قبل شهور من الآن".

المصدر : الجزيرة