اتساع الاحتجاجات بموريتانيا وتجار يتهمون السلطات بالتواطؤ

المناوشات بين الشرطة وطلاب المدارس في العاصمة نواكسوط
ساد العاصمة هدوء حذر رغم وجود مناوشات بين الشرطة وطلاب المدارس (الجزيرة نت)ساد العاصمة هدوء حذر رغم وجود مناوشات بين الشرطة وطلاب المدارس (الجزيرة نت)
 
أمين محمد-نواكشوط
 
اتسعت اليوم رقعة المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت منذ أيام في موريتانيا، على خلفية ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الأساسية؛ وامتدت إلى مدن الشمال التي ظلت بمنأى عنها طيلة الأيام الماضية.
 
واتهم رجال أعمال في مدينة ازويرات  بأقصى شمال البلاد السلطات المحلية بالتغاضي عن معاناتهم، والتواطؤ مع المتظاهرين حسب ما قالوا. وأوضح عدد من هؤلاء في اتصالات هاتفية مع الجزيرة نت أن المتظاهرين قاموا بنهب وإحراق ممتلكاتهم دون أدنى تدخل من كل السلطات المحلية.
 
وقال رجل الأعمال محمد ولد بجيه إن شركته التي يزيد رأس مالها على مئتي مليون أوقية؛ قد خسرت جراء الحرق والنهب أكثر من 150 مليون أوقية (600 ألف دولار تقريبا).
 
وأضاف ولد بجيه "لقد بقينا عدة ساعات نتفرج على حوانيتنا ومؤسساتنا تحترق وتنهب دون أن نستطيع فعل شيء، أما السلطات فلم تقدم أي ساكن رغم نداءاتنا وصرخاتنا المفجوعة".
 
من جهته اتهم رجل الأعمال سيدي محمد ولد اعل السلطات المحلية بالتواطؤ مع المتظاهرين، وقال في حديث للجزيرة نت "بقينا عدة ساعات والغوغاء ينهبون ويحرقون ممتلكاتنا التي جمعناها على مدى عقود من الزمن، ولا أحد يتدخل أو يحرك ساكنا، أما عناصر الشرطة القليلة التي حضرت إلى عين المكان فتعللوا بأنهم لم يتلقوا أية أوامر بالتدخل".
 
فيما سخر التاجر محمد محمود ولد المصطفى من إجراءات الحماية التي طلبت السلطات من ملاك السوق اتخاذها والتي اقترحت على التجار توظيف حراس لحماية ممتلكاتهم. وتساءل ولد المصطفى عن "دور السلطة والدولة" في حالة كهذه.
 
وقد ناشد التجار رئيس الدولة التدخل لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم ضد ما وصفوه "استغلال الهمج والغوغاء للمظاهرات البريئة" التي خرج فيها أناس تضررا من ارتفاعات الأسعار.

رفض ونفي
undefined
من جهتها رفضت السلطة المحلية اتهامات بالتقصير. وقال حاكم المقاطعة محمد ولد الشيخ ولد الغوث "إن الإدارة بذلت كل ما تستطيع لحماية أرواح الناس وممتلكاتهم ولكن دون جدوى".

 
وأوضح ولد الغوث في اتصال مع الجزيرة نت أنه قام بمعاينة الخسائر، وشكل لجنة لتقويم الأضرار التي لحقت بممتلكات التجار.
 
وبخصوص الشكوى بعدم تدخل الإدارة لوقف النهب، أكد الحاكم اتخاذ إجراءات للحيلولة دون عودة مثل هذه الاحتجاجات. واعترف بأن الإدارة لم تكن تتوقع أن يتوجه المتظاهرون إلى السوق المحلي.
 
ورفض ولد الغوث تقديم حصيلة إجمالية للخسائر بدعوى أن اللجنة المشكلة لهذا الغرض هي القادرة على تقديم حصيلة فور انتهاء عملها.

اعتقالات ومظاهرات


وفي السياق نفسه تواصلت المظاهرات والاحتجاجات في عدد من مدن الداخل من بينها بوتلميت وبوكي وسيلبابي وانواذيبو، فيما يسود هدوء حذر العاصمة.
 
وشهدت نواكشوط مناوشات بين طلاب المؤسسات التعليمية وقوات مكافحة الشغب التي عززت من حضورها في النقاط الحيوية، وأمام المؤسسات التعليمية.
 
وأكدت عدة مصادر إعلامية أن اعتقالات واسعة تمت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في مقاطعات عدة، في صفوف من تتهمهم الحكومة بالمسؤولية عن اندلاع المظاهرات والاحتجاجات.
 
وقالت مصادر قضائية للجزيرة نت إن نحو عشرة معتقلين على الأقل في جكني أقصى الشرق قد جرى إحالتهم اليوم إلى النيابة العامة بتهمة التورط في أعمال شغب شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية.
المصدر : الجزيرة