مسؤول أممي يدعو للتعامل مع الكوارث بمعيار موحد

مساع حثيثة لربط التقنيات الحديثة مع خدمات الإغاثة الإنسانية

مساع حثيثة لربط التقنيات الحديثة بالإغاثة الإنسانية (الجزيرة نت)


تامر أبو العينين-جنيف
 
حث مسؤول أممي المجتمع الدولي على الابتعاد عن تسييس المعلومات التقنية الخاصة بالكوارث، مشددا على ضرورة أن يكون إنقاذ الضحايا الهدف الأسمى الذي تلتف حوله المنظمات العاملة في هذا المضمار.
 
وقال منسق الإغاثة الطارئة التابع للأمم المتحدة جون هولمز في كلمته أمام الملتقى العالمي لخدمة المعلومات في مجال المساعدات الإنسانية, إنه ينبغي التعامل مع توقعات الأرصاد الجوية مثل اقتراب موجة جفاف في أفريقيا أو طوفان في آسيا بنفس درجة الأهمية التي تتعامل معها نفس الأجهزة إذا توقعت هبوب إعصار على القارة الأميركية، وتحذير الدول ومنظمات الإغاثة بنفس السرعة "لتفادي وقوع المآسي الدرامية".
 
من جانبها أكدت رئيسة الملتقى شارون روسو أن الحصول على المعلومات الدقيقة حول الكوارث في الوقت المناسب هو حجر الزاوية في العمل الإنساني اليوم، خاصة مع تطور وسائل الاتصالات وتقنيات المعلومات التي تتيح مجالات متعددة للتعاون المشترك.
 
وتوصل الملتقى العالمي الذي اختتم أعماله الثلاثاء في جنيف, إلى مجموعة من التوصيات لتحسين العلاقة بين الجهات المسؤولة عن البيانات والمعطيات الخاصة بالكوارث على اختلاف أنواعها من ناحية، وبين الهيئات العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية من ناحية أخرى، وذلك بعد أسبوع كامل من المناقشات حول مستقبل العلاقة بين الطرفين بمشاركة 250 من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم.
 
دعوة لشراكة أقوى
وقد اتفق المشاركون على وضع خطة عمل بحلول مارس/ آذار 2008 تضع آليات لكيفية إقامة شراكات أقوى بين القطاع الخاص في الاتصالات والمعلوماتية وبين منظمات المجتمع المدني المشاركة في العمليات الإنسانية، مثل الإنترنت والصور الفضائية ورسم الخرائط التفاعلية والمدونات واستخدام الهواتف النقالة في الميدان.

"
ينبغي التعامل مع توقعات الأرصاد الجوية مثل اقتراب موجة جفاف في أفريقيا أو طوفان في آسيا، بنفس درجة الأهمية التي تتعامل معها نفس الأجهزة إذا توقعت هبوب إعصار على أميركا
"
 
وقد ركزت محاور المؤتمر على الاستخدام الإستراتيجي للمعلومات وتحليلها، وكيفية الاتصال مع المجتمعات المحلية المتضررة، وتنسيق المساهمات التي تعتزم أكثر من جهة المشاركة فيها، ورفع قدرات التأهب والاستعداد لمواجهة الكوارث، مع اعتبار إدارة المعلومات مهنة ضمن قطاع الإغاثة الإنساني.
 
وأكد المؤتمرون أن مسؤولية جسيمة تقع على عاتق صناع القرار السياسي سواء في الدول النامية أو الصناعية الكبرى، مثلما تتحمل شركات الاتصالات وتقنيات المعلومات مسؤولية أخلاقية في توفير إمكانيات للعاملين في مجالات الإغاثة الإنسانية دون النظر إلى عامل الربح الذي غالبا ما يكون هدفها المنشود من وراء التعاون مع هيئات الإغاثة الإنسانية في أحرج أوقاتها.
 
وأجمع الخبراء على أن طبيعة الكوارث قد تغيرت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، فشملت حروبا ضارية بأسلحة غير تقليدية وما يترتب عليها من مآس إنسانية وبيئية، إلى جانب الكوارث الطبيعية من فيضانات وأعاصير وجفاف وسيول، وظهور أنواع متعددة من الأوبئة والأمراض سريعة الانتشار التي لم تكن معروفة من قبل.
 
وفي ضوء هذه المعطيات لم يجد المشاركون بداً من تعزيز "شبكة المعلومات الإنسانية" القائمة حاليا، مع وضع رؤية مشتركة للدور المركزي لإدارة المعلومات وتبادلها كنوع من المساندة الفعالة للتخفيف من أضرار الكوارث قدر المستطاع.
المصدر : الجزيرة