النانو تكنولوجي سلاح المستقبل الحربي والطبي الخفي

الندوة الأكثر إثارة وجماهيرية في معرض القاهرة.

النشائي (يسار) أكد أنه خلال ثماني سنوات سيشهد العالم آثار علوم النانو بشكل مذهل (الجزيرة نت)

محمود جمعة-القاهرة

جيوش المستقبل ستغزو الدول دون أن يراها أحد أو ترصدها عيون، أما الطائرات الحربية فسوف تكون في حجم البعوض ولن تفلح المضادات في اصطيادها، فضلا عن أن أجهزة الرادار لن تراها بالأساس.

أما البزة العسكرية فعلاوة على أنها مصنوعة من أقمشة مقاومة للرصاص فإنها أيضا مزودة بالقدرة على التنكر والتخفي والتماهي مع المكان سواء أكان صحراويا أم غير ذلك أم مزيجا من الصحراء والبراري، كما أنها مزودة بخلايا صناعية دقيقة دمجت في نسيج قماشها تعمل على التدفئة وقت البرد والتبريد حال الشعور بالحر.

ما سبق ليس جزءا من سيناريو أحد أفلام الخيال العلمي، أو شطحة من شطحات هوليود وسينما الكارتون، بل هو محض حقيقة وبحث علمي مذهل كشفه الدكتور محمد النشائي -عالم الفيزياء المصري والمقيم بلندن وعضو الهيئات العلمية الصينية والألمانية والأميركية والمرشح لجائزة نوبل في العلوم- في إحدى أكثر الندوات العلمية التي استضافها معرض القاهرة الدولي للكتاب وحملت عنوان "الطاقة النووية في العالمين العربي والإسلامي".

الدكتور محمد النشائي أكد أنه خلال ثماني سنوات سيشهد العالم بشكل مذهل آثار علوم "النانو تكنولوجي" في الحياة، وكشف النشائي ماهية نظريته المعقدة التي تنهض في جزء منها على إمكانية شطر أصغر الذرات والجزيئات وأن الفراغ ما هو إلا طول وعرض وارتفاع وزمن، وأن تصغير الأشياء أمر حتمي، كما أن توفير الحماية للمفاعلات النووية لا يتم بشكل حاسم إلا عن طريق "النانو تكنولوجي".

وسخر من عملية تسرب الإشعاع النووي من مفاعلات بدول كبرى أهمها مفاعل تشيرنوبل، مؤكدا أن تطبيقات نظريته أثبتت استحالة مثل هذه الأخطاء التي وصفها بأنها "ساذجة" من الناحية العلمية.


"
إسرائيل بدأت قبل ثلاث سنوات بتأسيس هيئات علمية لدراسة تطبيقات علوم النانو تكنولوجي 
"
د. النشائي

مواجهة أخطر الأمراض
وقال النشائي إن تطبيقات نظريته ستحقق طفرات علمية في مجالات الفضاء والزراعة والطب، حيث لا نحتاج لعمليات جراحية معقدة في القلب والمخ تستدعي شق الصدر بالمناشير أو فتح الدماغ، ولن يكلف الأمر سوى تطوير آلات دقيقة أشبه بالذرات يتم إدخالها إلى الجزء المصاب ومعالجته مباشرة دون أدنى خطأ.

وأكد أنه يمكن مواجهة أي فيروس مباشرة وتحديد مكانه واستهدافه فقط دون الإضرار بما حوله من كائنات دقيقة أو مكونات حيوية، كما يمكن معالجة أمراض العيون والقرنية والشبكية بل ومعالجة العمى، ومعالجة الشفرات النووية بجسم الإنسان وتعديلها أيضا ومن ثم القضاء على الأمراض المتوارثة.

نانو تكنولوجي إسرائيلي
ووسط ذهول الحضور ممن اكتظت بهم القاعة، أكد النشائي أن خطورة هذا العلم كانت وراء تبني الرئيس بيل كلينتون للمشروع، كما أن دولا مثل الصين والهند أولت عناية فائقة به.

أما إسرائيل فإنها بدأت قبل ثلاث سنوات في تأسيس هيئات علمية لدراسة تطبيقات علوم النانو تكنولوجي، وقد ارتفعت الأصوات مؤخرا بضرورة دعم الجيش الإسرائيلي بأسلحة متطورة مدعومة بعلوم النانو لا سيما بعد هزيمتها أمام حزب الله وفشلها التام في صد صواريخه.


جيوش خفية
وكشف النشائي أن طائرات الشبح التي لا ترصدها أجهزة الرادار ليست أمرا مدهشا لأن جيوش المستقبل سوف تتخفى عن طريق ملابس يتم طلاؤها بمواد معينة لا يمكن أن ترى بالعين المجردة، كما أن الطائرات الحربية سيتم تصغيرها لتكون مثل البعوض ومن ثم ستسخدم في التجسس والقتال.

"
أبحاث الدكتور النشائي العلمية استفادت منها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والعديد من الهيئات العلمية في بريطانيا والصين
"

كما أن السيارات ستعمل ببطاريات أقل حجما لتبدو وكأنها بدون بطارية، وسوف تحل الطاقة الشمسية محل البترول خلال العقود المقبلة ذلك أن الأمر يتوقف على إمكانية القدرة على تخزين الأشعة.

وقال النشائي إن ملابس الجنود لن تقي فقط من الرصاص بل ستعمل على تدفئة الجسم وتبريده بحسب إرادة الجنود، وفضلا عن كونها لن تكون سميكة بل ستصنع من أقمشة تبدو عادية، لكنها أيضا لن تتسخ ولن تتأثر ببقع الزيت أو النيران.

ولفت إلى قدرة العرب على الاستفادة من علوم النانو تكنولوجي وأنهم جديرون بأن يحققوا ما عجزوا عن تحقيقه خلال قرون، وقال إنه عاد إلى مصر من أجل الإسهام في إنشاء محطة نووية للأغراض السلمية.

يذكر أن أبحاث الدكتور النشائي العلمية استفادت منها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والعديد من الهيئات العلمية في بريطانيا والصين، وأنه عمل محاضرا في الجامعات الأميركية والأوروبية ومعامل لاس ألاموس بأميركا والتي تم فيها تصنيع القنبلة الذرية، فضلا عن تدريسه تطبيقات الفيزياء النووية في أميركا والصين.

المصدر : الجزيرة