سياسة الاحتلال تهدد حياة ذوي الأمراض المزمنة بغزة
أحمد فياض-غزة
يتنازع مرضى السرطان وذوي الحالات المرضية المزمنة والخطرة في قطاع غزة الموت، انتظاراً وأملاً في أن يفتح الاحتلال الإسرائيلي أبواب معبر رفح الحدودي، أو السماح لهم بالوصول إلى المستشفيات الإسرائيلية لتقلي العلاج الذي لا تستطيع مستشفيات غزة تقديمه.
واستناداُ إلى تقارير المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية، فإن تلك الحالات في تزايد مستمر نتيجة استمرار إغلاق الاحتلال لمعبر رفح الحدودي.
فمنذ أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط نهاية يونيو/حزيران الماضي، رفضت تل أبيب السماح لمرضى القطاع المزمنين من الوصول إلى المستشفيات الإسرائيلية داخل الخط الأخضر.
ويشير التقرير الأسبوعي الأخير للإدارة العامة للإسعاف والطوارئ لمستشفيات غزة، إلى أن الاحتلال حرم نحو عشرين حالة من مرضى السرطان من تلقي العلاج مطلقاً في المستشفيات الإسرائيلية.
" الاحتلال لا يسمح بدخول سوى ثلاثين أو أربعين حالة من مرضى السرطان من أصل 85 مريضا تتقدم وزارة الصحة الفلسطينية بطلب تحويلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية أسبوعيا " |
تعقيدات الاحتلال
ويقول الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية في هذا الصدد، إن الاحتلال لا يسمح بدخول سوى ثلاثين أو أربعين حالة من مرضى السرطان من أصل 85 مريضا تتقدم وزارة الصحة الفلسطينية بطلب تحويلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية أسبوعيا.
وأكد في حديث للجزيرة نت، أن سلطات الاحتلال ضيقت منذ مطلع العام الجاري الخناق على مرضى القطاع من ذوي الحالات المرضية الصعبة بشكل كبير. مشيراً إلى أن نحو 76 حالة من مرضى القلب ينتظرون السماح لهم بمغادرة القطاع من أجل إجراء عمليات جراحية وقسطرة قلبية.
ولفت المسؤول الفلسطيني، إلى أن 15مريضا توفوا منذ مطلع العام الجاري، نتيجة سياسة إغلاق معبر رفح، وطول وقت التنسيق الأمني الإسرائيلي الذي يسبق عملية نقل المرضى إلى المستشفيات الإسرائيلية عبر معبر بيت حانون.
وأشار أيضاً إلى أن 350 حالة مرضية من الأطفال والنساء والرجال من سكان القطاع، ينتظرون افتتاح معبر رفح، للسفر وتلقي العلاج في الدول العربية، ،موضحاً أن هذا العدد تزايد نتيجة إغلاق معبر رفح بصورة متكررة وطويلة منذ ثلاثة أشهر.
سياسة استبدادية
من جانبه حذر تال مانور مسؤول قسم شكاوى المرضى الفلسطينيين في جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية، من خطورة تردي الوضع الصحي للعديد من الحالات المرضية في القطاع.
وقال في اتصال هاتفي أجرته معه الجزيرة نت، إن العديد من الحالات المرضية التي تابعتها الجمعية في غزة عرضة للموت، نتيجة رفض سلطات الاحتلال وجهاز المخابرات الإسرائيلي الشباب المرضى دون سن 35 عاماً ومنعهم من المرور لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
" مسؤول قسم شكاوى المرضى الفلسطينيين في جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية: سياسة الاحتلال في منع المرضى الفلسطينيين استبدادية وعشوائية " |
وأضاف أن ملفات شكاوى أصحاب الحالات المرضية الصعبة والمزمنة من سكان غزة تزايدت مؤخراً نتيجة إغلاق معبر رفح وارتفاع أعداد الجرحى الذين أصيبوا بجراح بالغة في أعقاب عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية والاجتياحات المتكررة على مناطق القطاع.
وأكد منور أن السلطات الإسرائيلية منعت منذ مطلع هذا العام 150 مريضا من ذوي الأمراض المزمنة من سكان قطاع غزة من العلاج في المستشفيات الإسرائيلية، من بينهم خمسون مريضا بالسرطان وعشرون طفلا.
ووصف الحقوقي الإسرائيلي سياسة الاحتلال في منع المرضى الفلسطينيين بالاستبدادية والعشوائية، موضحاً أن التبريرات الأمنية الإسرائيلية المعقدة والمفرطة ستعقد الوضع الصحي في غزة بشكل كبير.
وذكر أن رجال جهاز المخابرات الإسرائيلية، لا يعلمون المريض عن أسباب محددة لمنعه من العلاج في إسرائيل، مكتفين بالإشارة إلى أن المريض منع لأسباب أمنية سرية لا يمكن كشفها.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت