إجماع إسرائيلي حول الحرب على لبنان خلافا لاجتياح 1982

Soldiers and relatives mourn during the funeral of Israeli soldier Oren Lifshitz in Kibbutz Gazit, near Afula, August 9, 2006. Israel decided on Wednesday to expand its ground

حيفا: وديع عواودة
خلافا لاجتياح لبنان عام 1982 الذي استثار حركة احتجاج إسرائيلية واسعة بلغت ذروتها بخروج أربعمائة ألف متظاهر بتل أبيب داعين لوقفه، تتميز حرب لبنان الحالية بإجماع إسرائيلي واسع جدا.

وتقتصر النشاطات الاحتجاجية بإسرائيل هذه المرة على مبادرات ومواقف راديكالية تقوم بها حركات صغيرة جدا أبرزها كتلة السلام بقيادة أوري أفنيري الذي كان من مؤسسي حركة السلام الآن عام 1979 قبيل توقيع اتفاقية السلام مع مصر.

وعاد أفنيري وانشق عام 1992 بعدما عارضت حركة السلام الآن استنكار إبعاد أربعمائة من ناشطي حماس لمرج الزهور فأسس كتلة السلام.

ولم يتردد وكتلته إلى جانب حركة تعايش العربية اليهودية وحركة الفوضويين وتحالف النساء وبات شالوم، في اعتبار الحرب عدوانا وجريمة ضد البشرية لكن هذا الصوت لم يلق صدى جديا في المجتمع الإسرائيلي.

وفي مقابل مظاهرات واعتصامات كتلة السلام، نظمت حركة السلام الآن مظاهرة مضادة قبالة مقر وزارة الدفاع بتل أبيب قالت فيها إنها مع الحرب على لبنان.

بعد صبرا وشاتيلا
وفي تصريح للجزيرة نت نفى أوري أفنيري انحسار النشاط الاحتجاجي على الحرب الراهنة ولفت إلى أن الحركة الاحتجاجية على حرب 1982 تصاعدت تدريجيا. وأضاف أنه وقتذاك "بدأنا بمائة معارض في اليوم الأول للحرب إلى أن بتنا مئات الآلاف بعد صبرا وشاتيلا".

واتهم حركة السلام الآن بعدم معارضة الحرب هذه المرة لأسباب فئوية، قائلا "طالما كانت السلام الآن ذراعا لحزب العمل ولذلك خرجت بقوة ضد اجتياح 1982 الذي قاد إليه الليكود وعادت وصمتت على إبعاد قيادات حماس عام 1992 لأن من أبعدهم كان رئيس الحكومة إسحق رابين العمالي مثلما أنها تؤيد العدوان الراهن لكونه من صنع وزير الدفاع العمالي عمير بيرتس.

ولا يختلف حال الدوائر الأكاديمية الإسرائيلية حيث بادر عدد قليل فقط من الأساتذة لعريضة شجاعة بصحيفة هاآرتس ضد العدوان الذي اعتبروه جريمة حرب، فيما فضلت الأغلبية إما الصمت أو التأييد رغم المجازر شبه اليومية.

وكان رئيس حزب ميرتس اليساري يوسي بيلين الذي كان من أشد المعارضين لاجتياح عام 1982، قد أيد العدوان داعيا لاستهداف دمشق وذلك في مقال نشرته معاريف في مستهل الحرب ما أثار جدلا داخل حزبه.

ومع ذلك كانت رئيسة كتلة ميرتس بالكنيست زهافا جالئون قد دعت أعضاء المجلس الوزاري المصغر للتصدي بأجسادهم لقرار توسيع نطاق الاجتياح البري لافتة لخطورته على الجنود.

undefined

حرب وجودية
من ناحيته قال النائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي للجزيرة نت إن المجتمع الإسرائيلي تحول لبوتقة واحدة مؤيدة للحرب ليس فيه يمين أو يسار.

ونوه إلى أن إسرائيل تشهد في أيام الحروب إجماعا سيما حينما اعتبر الإسرائيليون العدوان على لبنان "حرب اللا خيار"، وآمنوا بموقف شمعون بيريز نائب رئيس الحكومة بأنها "حرب وجودية".

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية نجحت بإقناع المواطنين بـ"عدالة" قرار الحرب مستغلة وقوع عملية الوعد الصادق جنوب الخط الأزرق مما اعتبر انتهاكا "للسيادة". ولم تحرك مشاهد موت الأطفال مشاعر الإسرائيليين الذين رأوا فيها جزءا من الحرب ومن الثمن الذي ينبغي أن يدفعه اللبنانيون.

وأشار الطيبي إلى أن اليسار الإسرائيلي يختلف عن اليسار الأوروبي لافتا إلى عدم ارتكازه لمبادئ سياسية واقتصادية واضحة.

وكان مركز إعلام بالناصرة قد نظم مظاهرة بمشاركة إعلاميين عرب بحيفا أمس الأول رفعت خلالها شعارات اتهمت الصحافة الإسرائيلية بالتجند وطمس الاعتبار المهني لصالح المجهود الحربي والحشد له.
ــــــــــ
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة