الفنان إسماعيل الدباغ: المسرح المقدسي في أزمة
" القدس التي كانت دائماً مدينة الروح والقلب ومركز الإشعاع الثقافي والريادي، أصبحت الآن في حالة عزلة واكتئاب " |
كيف تقيّم الحركة المسرحية في القدس؟
منذ عشر سنوات أو أكثر هاجرت معظم المؤسسات الثقافية إلى رام الله لأسباب كثيرة أهمها عدم الانفتاح على مدينة القدس فقد أصبح التواصل مع الجماهير مستحيلاً وبغياب الجمهور المقدسي يصبح رواد العروض المسرحية ضئيلاً جداً لدرجة أن فرقة يبوس -التي تقدم كل سنة مهرجاناً- نجد أن معظم الذين يحضرون هم من السفراء الأجانب والقناصل وعائلاتهم فكأن العروض تقدم للغرباء وليس للجماهير المقدسية.
ماذا عن مصادر التمويل؟
" هناك ظاهرة حوانيت لبيع الثقافة حسب الطلب الأميركي والأوروبي " |
لأوروبي.
أقول بصراحة إن السلطة غير قادرة على السيطرة على مدينة القدس, ويفترض أن يكون القائمون على المؤسسات الثقافية على درجة من النقاء والوعي بحيث يكرسون كل جهد ممكن لخدمة الثقافة الفلسطينية وخاصة الثقافة المقدسية.
هل يعود السبب في ضعف الحركة المسرحية إلى أسباب اجتماعية وثقافية تتعلق بطبيعة المجتمع المقدسي؟
من المعروف أن المسرح يزدهر بوجود الجمهور ولما كانت معظم المؤسسات الثقافية لا تهتم بالتواصل مع الناس ولا تحاول استقطابهم فقد أدى ذلك إلى ابتعاد الجماهير عن العروض المسرحية كما أن مسلكيات هؤلاء الناس جعلت الجماهير في واد والحركة المسرحيّة في واد آخر.
القدس التي كانت دائماً مدينة الروح والقلب ومركز الإشعاع الثقافي والرياديّ أصبحت الآن في حالة عزلة واكتئاب حيث أن المسارح مهجورة, والفنانين والفرق المسرحية في حالة ضياع، أو في حالة غيبوبة تامة، ومن المؤسف أن الشارع المقدسي في ظل الاحتلال أصبح بعيداً كل البعد عن الأخلاقيات العربية والإسلامية، وأفتقد المواطنون عنصر الأمن وبالتالي فإن المشهد الثقافي وصل إلى درجة شديدة من البؤس.
لا شك أن الاحتلال والسلطات الإسرائيلية هي المسؤولة عن تردي الحالة الأمنية والثقافية والفكرية وهي السبب في عدم تفعيل المهرجانات الفنية المقدسية المسرحية والموسيقية والثقافية، كما أن سوء الإدارة والتخطيط وغياب الروح المقاتلة والعقلية النضالية مسؤولة عن تردي الحالة الثقافة وبالتالي الحركة المسرحية.
ما الدول الأكثر دعماً للحركة المسرحية المقدسية؟
النرويج والسويد من أكثر الدول سخاءً في دعم الحركة المسرحية في القدس ولكن مواجهة المسارح عدة عوامل تؤدي إلى إغلاقها وبالتالي فإن الدعم يكون في غير موضعه إما لأنه يصل إلى أيد غير أمينة وإما لعدم وجود نتاج فني قائم على التخطيط والتفعيل، بحيث تضيء المسارح ليل القدس وتكون ظاهرة حضارية وفكرية تشهد بأن الشعب الفلسطيني على درجة عالية من الوعي والنضج.
لايوجد كتاب مقدسيون وهذا مما يؤسف له فالنصوص المسرحية إذا أبدعتها عقول ومواهب مقدسية فإنها ولا شك تقدم نتاجاً فنياً راقيا يعكس هموم هذه المدينة الخالدة.
أين يقف الفنان من الحركات السياسية ومن القضايا الوطنية؟
لان النظرة إلى المسرح عندنا أنه شيء هامشي وأنه مجرد ساعات للهو والمرح وليس للتوجيه والتعليم ولو أدرك القائمون على أمور الثقافة أهمية المسرح وخطورة دوره لعرفوا أن خشبة المسرح لا تقل أهمية عن الفصل الدراسي، وأن الثقافة والفكر والعلم هي النتاج الحقيقي للعرض المسرحي، ولو سادت هذه الروح لازدهر المسرح واتسعت قاعدته الجماهيرية وحققنا المعادلة الصعبة التي تجمع بين الفائدة والتعليم من جهة، والمتعة والذوق من جهة أخرى.
" لو أدرك القائمون على أمور الثقافة أهمية المسرح وخطورة دوره لعرفوا أن خشبة المسرح لا تقل أهمية عن الفصل الدراسي، وأن الثقافة والفكر والعلم هي النتاج الحقيقي للعرض المسرحي " |
ما دور المرأة المقدسية في المسرح؟
كيف يمكن الخروج من هذه الإشكالية؟