" الحزب الوطني الحاكم ومرشحه الرئيس حسني مبارك اضطرا للنزول إلى الشارع في مشهد غير مسبوق طلبا لأصوات الناخبين, واستشعارا منهما لخطورة الموقف بعد أن أصبحت الكرة في ملعب الناخبين إلى حد كبير "
سيناريوهات المستقبل في ظل حالة الحراك هذه, يعتبر البعض أن عجلة التغيير قد انطلقت ولم يعد بوسع أحد وقفها, لهذا فالسيناريو الأبرز يتحدث عن تصاعد ما يمكن وصفه بالفوران السياسي خلال الشهور القليلة المقبلة التي تسبق إجراء انتخابات برلمانية في أجواء مختلفة نسبيا وأكثر انفتاحا عن المرات السابقة.
كما أن هذا "الفوران" يمكن أن يقود بشكل ما إلى تصادم حقيقي وعنيف مع السلطة ما لم تدرك هذه السلطة حقيقة وآليات التغيير وتتعامل معه بطريقة أكثر انفتاحا.
لذلك تبدو الأوضاع في ظل هذا السيناريو مرشحة لحالة من الصدام التي يتوقع أن يكون الشارع هو ميدانها الرئيسي. ولعل ما يقوي هذا الاتجاه أن التعديلات التشريعية التي فتحت الباب نحو الإصلاح لم تكن كافية بنظر الكثيرين, فضلا عن الشبهات المتعددة التي أحاطت بالانتخابات الرئاسية ونتائجها.
أما السيناريو البديل فيدور حول حالة من الركود السياسي ربما تمثل ردة فعل عكسية للحراك السياسي الحالي الذي ارتفع خلاله سقف مطالب وآمال قوى الإصلاح في الشارع المصري إلى مستويات قياسية.
ومبعث هذا الركود المتوقع وفقا لهذا السيناريو هو تغلب وجهة النظر الأمنية على الأوضاع بصفة عامة في مصر، بالإضافة إلى علامات الاستفهام المتعددة والشكوك المتزايدة التي أحاطت بأول انتخابات رئاسية ومن ثم بنوايا الإصلاح التي أعلنها الحكم في مصر, وهل هي نوايا حقيقة أم لا..؟ __________________