طلاب العراق وعام مجهول آخر في ظل الخوف والحرب

AFP - A security officer guards a school as children arrive to sit their end of year exams in the Muhandiseen neighbourhood of Baghdad 19 May 2005. Students across this war-torn

الجزيرة نت- خاص

مع بداية عام دراسي جديد في العراق تدفق أكثر من ستة ملايين طالب عراقي إلى مقاعد الدراسة في ظل أوضاع أمنية تتردى كل يوم.

فالعام الدراسي الجديد جاء والعراق يعيش حالة من انعدام الأمن طالت كل عناصر المجتمع ومن بينها الأطفال الذين أصبحوا مادة للمساومة عن طريق خطفهم من قبل عصابات متخصصة ومن ثم طلب الفدية من ذويهم.

قصص كثيرة تروى عن عمليات الخطف هذه التي أضحت عنصر القلق الأكبر للآباء والأمهات الذين يودعون فلذات أكبادهم كل يوم ولا يعلمون ما إذا كانوا سيلتقونهم من جديد.

وليد محمد, وهو أب لأربعة أبناء من حي الشرطة في العاصمة بغداد, يتحدث عن قلق بلا حدود على أبنائه بعد أن خطف ثلاثة أطفال من نفس الحي الذي يسكنه قبل أسبوع, لم يتم الإفراج عنهم إلا بعد دفع فدية مالية لا قبل له بها.


وقال وليد للجزيرة نت إنه رغم عمله مضطر لاصطحاب أولاده إلى مدارسهم واحدا واحدا قبل أن تتولى زوجه إعادتهم بعد انتهاء الدوام. ويضيف أن القلق لا ينتهي عند هذا الحد إذ إن هناك دائما خطرا قادما.

undefined

ويؤكد ضابط في الشرطة العراقية هذه المخاوف بالقول إنه رغم الإجراءات التي تتخذها القوى الأمنية قرب المدارس بسبب حالات الخطف, هناك حدود لما تستطيع تلك القوى أن تقوم به لمواجهة هذا الوضع.

ويضيف أن الشرطة, على سبيل المثال, لم تنجح حتى الآن في إطلاق سراح الأطفال المخطوفين أو التقليل من حالات الخطف بشكل عام, فهناك, كما يقول, كل يوم حوادث خطف جديدة.

ويرى رجل الأمن هذا أن بعضا من أسباب الفشل في الإمساك بالجناة يعود إلى إحجام ذوي المخطوفين عن تبليغ الجهات الحكومية بسبب تهديدات الخاطفين من مغبة الاتصال بالشرطة.

رعب التدمير
وغير المخاوف من حالات الخطف تبرز تهديدات أخرى تطال طلاب المدارس في العراق، مثل تلك المتعلقة بالهجمات التي تشنها القوات الأميركية وقوات الحكومة العراقية على مدن بعينها كما جرى مؤخرا في تلعفر والقائم والرمادي.

ففي تلك المدن لم يتمكن الطلاب من الوصول إلى مدارسهم بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي التي تسببت في هدم الكثير من المدارس خاصة بعد أن اعتبرتها القوات الأميركية أهدافا مقصودة بحجة تمترس المسلحين بها.

ويروي معاون لإدارة إحدى المدارس التي تستوعب طلابا من عمر 12 وحتى 18 عاما في ناحية أبو غريب إلى الغرب من بغداد قصصا مرعبة لما يجري هناك. وقال هذا التربوي الذي رفض الكشف عن اسمه بسبب ما وصفه بـ "الانتقام الأميركي" إن هناك أكثر من 25 طالبا تعرض آباؤهم للقتل على يد القوات الأميركية في المنطقة, وأن هؤلاء الطلاب يعاملون الآن معاملة الأيتام.

undefinedويضيف المعاون الإداري للمدرسة بعدا آخر من أبعاد المأساة بالقول إن هناك أكثر من 20 طالبا لم يبلغوا سن الرشد بعد, اعتقلتهم القوات الأميركية بسبب رشقهم للجنود الأميركيين بالحجارة أو تم القبض عليهم بالقرب من منازلهم للاشتباه بهم.

المدارس سجون
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد, إذ تقوم وزارة الداخلية, كما يقول الناطق باسم مجلس الحوار الوطني صالح المطلق, بتحويل بعض المدارس إلى معتقلات كبيرة لسجن الشباب.

وقال المطلق في مؤتمر صحفي ببغداد إن مدارس في مدينة المدائن جنوب العاصمة حولتها القوات الحكومية إلى معتقلات لسجن أبناء المدينة والتحقيق معهم, وبالتالي طرد الطلاب من مدارسهم ومنعهم من الالتحاق بها أو مواصلة الدراسة.

كثيرة هي المعاناة التي يعيشها العراقيون أو تلك التي عاشوها, غير أن أطفال العراق ذاقوا الأمرين وتحملوا النصيب الأوفر من مأساة بلادهم التي تستحيل مع الأيام حروبا وحصارا وأمراضا فحروبا واحتلالا وما لا يعرف مما تحمله الأيام القادمة.

المصدر : الجزيرة