جيش من الفضائيات العراقية لدعم القوائم الانتخابية

جيش خفي من الفضائيات العراقية لدعم مرشحي العملية الانتخابية
 
تساهم القنوات الفضائيات العراقية -التي ملأت الأثير العراقي في وقت قصير- بدعم مسيرة القوائم الانتخابية التي تتنافس على نيل أكبر عدد من المقاعد البرلمانية في الجمعية القادمة.
 
وتتشكل هذه الفضائيات على عدة أقسام يركز الأول منها على قائمة انتخابية واحدة وتفتح معظم أوقات بثها لدعم تلك القائمة وتتجه نحو تحسين صورتها ونشر المفيد من أخبارها.
 
أما القسم الثاني فهي تلك التي تقف ربما على الحياد وتحاول التسويق الإعلاني لمكاسب تجارية وتقوم بدعم القوائم الانتخابية عن طريق الإعلانات التجارية ومن غير تفريق بين هذه القائمة أو تلك.
 
أما النوع الثالث فهو المتمثل بوسائل الإعلام الحكومية وخاصة الفضائية الحكومية منها والتي فتحت بابها لقبول الدعايات الانتخابية على شاشتها لجميع القوائم الانتخابية مجانا وبفترات زمنية محددة.
 
ويقول الإعلامي العراقي علي الربيعي -وهو مقدم برامج في إحدى الفضائيات- إن من السهل جدا أن تتنقل الآن بين القنوات العراقية وتعرف كل قناة من تدعم وماذا تريد.
 
فعلى سبيل المثال جبهة التوافق العراقية والتي تحمل الرقم 618 ويتزعمها رئيس ديوان الوقف السني السابق عدنان الدليمي قد اتخذت من معظم الفضائيات سبيلا لها لنشر دعاياتها الانتخابية, إلا أن قناة واحدة بين الفضائيات تبدو تركز بشكل شبه تام على برامجها وأهدافها وشخوصها وتجعل لها مساحة واسعة وربما حصرية للدعاية والإعلام للقائمة.
 
ويضيف الربيعي وهذا الحال لا يقتصر فقط على جبهة التوافق فقائمة الائتلاف العراقي الموحد ذات الرقم 555 والتي حصلت على المرتبة الأولى في الانتخابات السابقة, تعتمد هي الأخرى على بث دعاياتها الانتخابية في العديد من الفضائيات لكنها تركز على فضائية واحدة. وأشار إلى أن هنالك قناة ولدت قبل شهر فقط وتحث العراقيين للتصويت على قائمة المصالحة والتحرير التي يتزعمها مشعان الجبوري.
 
ويرى الكاتب والباحث العراقي قاسم الجنابي أن موضوع ولوج الدعاية السياسية في القنوات الإعلامية التي يفترض أن تكون حيادية -باستثناء قناة الدولة الرسمية- يجب أن يعاد النظر فيها لأن الأصل في الإعلام تحري الحقيقة والابتعاد عن التسويق السياسي والشخصي لأيّ كان حتى رئيس الدولة نفسه ولذلك يعد هذا النوع من الدعاية خرقا لمعنى الوظيفة الصحفية من حيث المبدأ.
 
ويضيف الجنابي كما أن ذلك سيؤدي إلى ولادة جديدة لطريقة تسمى بـ"الإعلام الأصفر" الذي لا يبحث فقط عن محاسن شخص أو مجموعة سياسية بعينها بل يتعداه إلى نشر فضائح جهات أخرى ليس لمصلحة العراق ولكن لمصلحة طرف آخر وهو الجهة الممولة لهذه الفضائية حصرا وهذا يهدد مستقبل الإعلام العراقي برمته.
 
أما الشارع العراقي فيبدو منتبها بشكل شبه كامل لهذه الطريقة في عرض القوائم الانتخابية ويعلم جيدا الانحياز الواضح من بعض القنوات لهذه القائمة أو تلك, حيث يجد بعض العراقيين في هذا النوع من الدعاية طريقة مسموحة لجذب الأصوات لأنها تبتعد عن العنف, بينما يجد فريق آخر في استئثار بعض القنوات بالدعاية لقائمة بعينها تهديدا لمعنى الصحافة الحيادية وأنه سينتج جيلا من الصحفيين يسعون إلى مكاسب ضيقة بعيدا عن خدمة الواقع العراقي من خلال مهنتهم.
ـــــــــــ
الجزيرة نت
المصدر : الجزيرة