تداعيات ثقافية واقتصادية لحادثة اغتيال تويني

F_File picture dated 04 June 2005 shows Lebanese Parliament Member Gibran Tueini (L) with Giselle

عبد الحليم قباني – بيروت

إضافة إلى تداعياتها العربية والدولية, ضاعفت جريمة اغتيال النائب والصحفي جبران تويني الشرخ الحاصل بين القوى السياسية اللبنانية داخل مجلس الوزراء وخارجه.

فداخل المجلس علق وزراء حركة أمل وحزب الله مشاركتهم بالحكومة, بعد طرح المطالبة بمحكمة دولية في جريمة اغتيال رفيق الحريري, وبشمول عمل لجنة التحقيق الدولية جميع الاغتيالات والمحاولات التي جرت منذ محاولة اغتيال النائب والوزير مروان حمادة.

وخارج المجلس التأم عقد خصوم دمشق المعروفين بقوى 14 آذار من جديد حيث اجتمعوا في دار النهار التي كان تويني رئيس مجلس إدارتها بدون دعوة تكتل الإصلاح والتغيير التابع للعماد ميشال عون.

"
الإعلامية جيزيل خوري أيدت إنشاء محكمة دولية لعمليات الاغتيال وإجراء تحقيق دولي مشيرة إلى أن الصحافيين يدفعون الثمن ويتقدمون في اللعبة السياسية
"

المثقفون بدورهم كان لهم رؤيتهم السياسية بعد اغتيال تويني, وخصوصا ما تعلق بالمطالبة بالمحكمة الدولية وباستقالة رئيس الجمهورية. فقد أكدت جيزيل خوري -الإعلامية وأرملة الصحفي سمير قصير للجزيرة نت- أنها مع إنشاء محكمة دولية ومع تحقيق دولي مشيرة إلى أن الصحافيين يدفعون الثمن ويتقدمون في اللعبة السياسية.

الإعلامي زاهي وهبي أثنى في تصريح للجزيرة نت على الدعوة مشددا على مشاركة قضاة لبنانيين نزيهين في أعمال المحكمة الدولية "وذلك لكي يستعيد القضاء اللبناني قدرته على مواجهة المجرمين ومحاكمتهم".

من جهته قال الموسيقي شربل روحانا إن الأفكار مشوشة والأحاسيس متضاربة ولا شيء يمكن أن يقال، داعيا الله أن يُخرج اللبنانيين من هذه الدوامة.

المحكمة الدولية
وفي المقابل قال مسؤول النادي الثقافي العربي للجزيرة نت عمر فاضل أن إنشاء محكمة دولية ليس السبيل الوحيد لوقف هذا "المسلسل الإجرامي" الذي يستهدف الاستقرار في لبنان، وكسر شوكة الحركة العامة المناهضة لأنظمة الاستبداد.

وأضاف أنه يجب أن ترافق هذا العمل إجراءات أمنية صارمة وشاملة لحماية الأمن في البلد و"أن تكون نقطة الانطلاق تغيير رئيس الجمهورية والإتيان برئيس جديد منتخب وتطهير الأجهزة الأمنية من كافة العناصر المشكوك في ولائها للوطن".

وبدوره قال الكاتب لقمان سليم إن إنشاء محكمة دولية ليس الفرصة الأخيرة إنما هي فرصة أمام من يطالب بها.

آراء الإقتصاديين
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن الاغتيال من شأنه أن يؤثر مباشرة على النمو الاقتصادي والحد من قدوم المستثمرين والسياح ودفع عجلة الاقتصاد إلى الوراء.

"
اعتبر رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود أن عملية الاغتيال ستؤثر على الوضع الاقتصادي عموماً والحركة الاستهلاكية خصوصاً
"

فقد اعتبر د. مروان إسكندر في تصريح للجزيرة نت أن ما حصل سيؤثر على مجريات الأمور لافتاً إلى أنه إذا تمت إدانة سوريا من قبل مجلس الأمن فإن هذا سيؤثر على الاقتصاد في البلدين. وشدد على أن الجريمة ستؤدي إلى تأخير توافد الاستثمارات العربية والسياح الأجانب, وسيسود الركود لفترة شهرين أو ثلاثة أشهر.

واعتبر رئيس جمعية الصناعيين فادي عبود في اتصال مع الجزيرة نت أن عملية الاغتيال ستؤثر على الوضع الاقتصادي عموماً والحركة الاستهلاكية خصوصاً، مشيراً إلى أن التأثير على القطاع الإنتاجي ثانوي.

وأشار رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي إلى أن الحادث سينعكس سلباً على النمو الاقتصادي، لافتاً إلى أن "التاجر والصناعي هما من يدفعان دائماً الثمن.

ــــــــــــــ
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة