حرب الأنفاق الهم الأول لجيش الاحتلال في غزة

-



أحمد فياض-غزة

هزت عملية النفق الفدائية التي أسفرت عن مقتل خمسة جنود إسرائيليين، وإصابة ستة آخرين في مدخل معبر رفح الحدودي جنوبي قطاع غزة، عرش المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

حرب الأنفاق باتت تشكل الهم الأول في جدول مهمات الوحدات العسكرية المختلفة لجيش الاحتلال بعد أن ظهر تفوق حركات المقاومة الفلسطينية وحركة حماس تحديدا.

عملية نفق رفح أصابت قادة الاحتلال بصدمة كبيرة، بعد أن فشل الجيش بمساعدة شركة أميركية في العثور على أنفاق حول الموقع العسكري ذاته، وحول معبر رفح الحدودي في مرتين سابقتين الأولى في أعقاب تفجير مقاومي حماس لموقع أروحان العسكري شمال مدينة خان يونس في شهر يونيو/حزيران الماضي، والثانية في أغسطس/آب الماضي.

وإزاء ذلك حذر قائد كتيبة الهندسة في الجيش الإسرائيلي إيتان ليرد في مقابلة له مع إذاعة الجيش من مغبة استمرار عمليات حفر الأنفاق أسفل المواقع العسكرية المنتشرة في قطاع غزة. وأضاف أن النجاحات التي حققتها المنظمات الفلسطينية في تفجير المواقع المحصنة "ستزيد من شهيتها في استهداف المواقع بكافة السبل والوسائل".


undefinedإستراتجية واهية
يقول المتحدث باسم حماس في رفح فوزي برهوم في تصريحات للجزيرة نت، إن العملية الفدائية التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام وصقور فتح، جاءت لتثبت أن "الإستراتيجية الأمنية للعدو الصهيوني واهية" على حد تعبيره.

ويوضح أن عملية حفر النفق أسفل الموقع استمرت أربعة شهور تمكن خلالها نحو 20 مقاوما من حفر 800 متر وصولاً إلى الموقع بعمق عشرات الأمتار وبالاعتماد على الخبرات الهندسية والتكنولوجيا والمعدات الميكانيكية من أجل تسهيل عملية الحفر، وإمداد النفق بالتهوية والأوكسجين والطاقة الكهربائية.

وحول الكيفية التي تتم بها عملية حفر النفق في ظل الرصد الإسرائيلي الدائم، قال برهوم إن الحفر تم في منطقة مشجرة وواسعة وبها القليل من السكان، وتمكنت فرق الحفر من إخراج عشرات الأطنان من التراب عبر أكياس صغيرة تم توزيعها على مساحة واسعة من الأرض الزراعية المجاورة لمدخل النفق.

وأشار برهوم إلى أن أكثر المراحل صعوبة في عملية الحفر هي عملية إدخال معدات الحفر الثقيلة إلى داخل النفق، وعملية الإشراف التقنية والتواصل مع القيادة، موضحاَ أن ذلك يتطلب درجة عالية من السرية.

ونفي أن تكون المقاومة الفلسطينية استجلبت الخبرة من الخارج، "لأن المقاومة الفلسطينية استفادت من التجارب والخبرات التي فرضها عليها واقع الاحتلال في مدينة رفح، وكلفها ذلك غالياً، دفع ثمنه خيرة مجاهديها من الذين قضوا نتيجة اكتشاف الأنفاق وتفجيرها من قبل قوات الاحتلال".

من جانبه اعتبر إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة أن استهداف المقاومة للموقع سيتسبب في إغلاق الممر الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالخارج، الأمر الذي سيزيد معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة نتيجة الإجراءات التي ستتخذها إسرائيل كرد فعل على هذه العملية.

ويرى مؤمن بسيسو المتخصص في شؤون المقاومة الفلسطينية أنها عملية عسكرية نوعية تدل على فشل استخباري إسرائيلي ذريع، وتشكل امتدادا لسلسلة العمليات الفدائية "ذات الأبعاد الإستراتيجية" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في الفترة الأخيرة.
_________________
الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة