النمسا تحتفل باليوبيل الفضي لتأسيس هيئتها الإسلامية

الرئيس النمساوي

خالد شمت-فيينا

شارك الرئيس النمساوي د. هاينز فيشر ورئيس البرلمان أندرياس كول وعمدة العاصمة ميشيل هويبيل مساء الاثنين في الاحتفال الذي أقامته بلدية فيينا بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس الهيئة الممثلة للأقلية المسلمة أمام مؤسسات الدولة.

وفي كلمته القصيرة في الاحتفال الذي أقيم بعنوان الاندماج عبر المشاركة، هنأ فيشر مسلمي بلاده بمناسبة اليوبيل الفضي للهيئة الدينية الإسلامية. وشدد على أن المسلمين هم جزء أساس ومكون أصيل بالمجتمع وليسوا ضيوفاً أو وافدين جاؤوا واندمجوا فيه.

وأوضح أمام عدد من الوزراء ونواب برلمانيين وأعضاء حزبيين وممثلين عن الكنائس ورئيس المحكمة الدستورية العليا وعدد كبير من السفراء المعتمدين بالبلاد، أن لقاءاته المنتظمة والمستمرة بالأقلية المسلمة رسخت باطراد فخره بهم وزادت من تأكده أن الانفتاح والتسامح هي قيم إسلامية حقيقية وليست كلاماً يقال بالمناسبات.

وختم الرئيس كلمته بمطالبة الحاضرين بالهتاف بحياة الجمهورية النمساوية والهيئة الدينية الإسلامية.

من جانبه استعرض رئيس الهيئة الدكتور أنس الشفقة بكلمته البدايات الأولي وتطور العمل خلال الـ 25 الأخيرة من مجرد الإشراف على تمكين ثلاثين ألفا من العمالة المسلمة الوافدة من أداء شعائرها، وصولاً إلى الإشراف الكامل حالياً على تدريس الدين الإسلامي لـ 40 ألف تلميذ مسلم في 2700 مدرسة رسمية بالبلاد.

وأشار إلى نجاح الهيئة في تأسيس أكاديمية لتخريج وتأهيل معلمي الدين الإسلامي بالمدارس، وإقامة سلسلة من المدارس الإسلامية لمختلف المستويات التعليمية وتقنين أداء المسلمين لشعائرهم التعبدية بالمستشفيات والسجون والوحدات العسكرية النمساوية.

واعتبر الشفقة أن الهيئة والدولة نجحا من خلال تعاونهما المشترك في تقديم نموذج ناجح لاندماج المسلمين، يصلح للتطبيق في كافة الدول الأوروبية التي تعيش بها أقليات إسلامية.

وفي إشارة إلي المناقشات الدائرة حالياً بألمانيا المجاورة، شدد رئيس البرلمان أندرياس كول على رفض المجتمع النمساوي المتعدد الثقافات استيراد نظريات من الخارج تتحدث عن استعلاء ثقافة معينة وسيادتها على غيرها من الثقافات الموجودة في المجتمع.

وكشف عن وجود تفكير في تأسيس قسم بالجامعات والمعاهد العليا النمساوية لتخريج أئمة المساجد. من جانبها أعلنت وزيرة التربية والتعليم ومسؤولة الشؤون الدينية عن تقديم وزارتها سبعة من المفتشين التربويين لدعم عملية تدريس الإسلام بالمدارس هدية للهيئة في يوبيلها الفضي.


undefinedشريك رسمي

وتعد الهيئة التي تأسست عام 1979 واحدة من مؤسسات الحق العام النمساوية، ويؤخذ رأيها عند سن البرلمان لأي قوانين مثلما تم العام الماضي عند مناقشة مسودة الدستور الأوروبي الجديد، وفي المناقشات الدائرة حالياً حول تعديل دستور البلاد.

وتمثل الهيئة الإسلامية قناة الوصل بين الأقلية المسلمة المقدرة بنحو 339 ألف نسمة والحكومة التي تتولى تمويل المشروعات المختلفة المقدمة من الهيئة وسداد رواتب جميع موظفيها والعاملين بها.

ووفقاً لميثاقها تفتح الهيئة باب عضويتها روتينياً وبلا مقابل لجميع أفراد الأقلية المسلمة الذين يقومون كل ست سنوات بانتخاب رئيس وأعضاء مجلس إدارة جديد.
________________
مراسل الجزيرة نت

 

المصدر : الجزيرة