حملة أميركية موسعة ضد هيئة علماء المسلمين بالعراق
وما إن انتهت الحملة الأميركية التي اقتحمت فيها أكثر من خمسين مسجدا في بغداد والأنبار وسامراء حتى عادت من جديد لتشن حملة جديدة اعتقلت خلالها أكثر من عشرة علماء كلهم من أعضاء هيئة علماء المسلمين في العراق.
وعلمت الجزيرة نت أن العدد الأكبر من المعتقلين كانوا في مدينة كبيسة الواقعة غرب بغداد حيث كانوا يشاركون في مؤتمر علماء العراق الطارئ والباقي من قضاء المسيب جنوب بغداد وأبو غريب وقرية الزيدان, وكان آخر المعتقلين الشيخ عبد الستار عبد الجبار الذي يشغل العديد من المناصب من أبرزها المدير العام للمدارس الدينية والعضو البارز في مجلس شورى هيئة علماء المسلمين مع نجليه.
وقد بلغ عدد المعتقلين من هيئة العلماء وحدها منذ دخول الاحتلال الأميركي إلى بغداد قرابة الثمانين عالما، اعتقل معظمهم بتهمة التحريض على ضرب قوات الاحتلال ومد يد العون للمقاتلين.
ويقول مسؤول العلاقات العامة في هيئة العلماء الدكتور عبد السلام الكبيسي للجزيرة نت إن القوات الأميركية تريد تكميم كل صوت معارض لها، معتبرا أن الولايات المتحدة تسعى لاعتقال إرادة الشعب العراقي واختياره الرافض للاحتلال.
ويحذر الكبيسي من أن هذه الاعتقالات لن توقف المقاومة العراقية، قائلا إن العكس هو الذي سيحدث ومعتبرا أن الضربات الأميركية تزيد من صلابة المقاومة.
وحمل الحكومة العراقية المسؤولية عن اعتقال العلماء وعن كل ما يُفعل من مجازر وحرب إبادة ضد الشعب العراقي.
وقد شهد جامع نجيب الذي اعتقل فيه الشيخ عبد الستار في حي تونس ببغداد تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة شارك فيها المئات منددين بالحكومة العراقية المؤقتة التي يتهمونها بإعطاء الضوء الأخضر للقوات الأمريكية باقتحام مساجد المسلمين واعتقال قادتهم.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين من أعضاء الهيئة بالإضافة إلى تقديم اعتذار رسمي من قبل الحكومة على ما حل بدار الشيخ عبد الستار ومسجده من دمار وخراب كبيرين.
وقال إن الحملة الآن تتوجه إلى العلماء على أمل إسكات ما وصفها بكلمات الحق التي يقولها العلماء والوطنيون والتي تفضح حقيقة جرائم الاحتلال .
وأضاف الزبيدي أن الهدف الآخر من تزايد الاعتقالات هو إشغال شريحة واسعة من العراقيين لصرف الأنظار عما يحصل يوميا في الفلوجة.