جولة في آراء متصفحي الجزيرة نت 9/7/2014

رأي القراء الأربعاء

كشف الخبر الذي نشره الموقع تحت عنوان "غزة تحت النار والمقاومة تضرب عمق إسرائيل" مدى تباين آراء زوار الجزيرة نت بشأن موضوع غزة والملف الفلسطيني عموما، إذ أبدى جزء كبير منهم إعجابه بصمود غزة وأهلها رغم خذلانهم من طرف الدول العربية، وأرجع آخرون أسباب تعرض غزة لهذا العدوان للسياسات السلبية التي تنتهجها حماس.

المشارك "أبو محمد- غزة " كشف عن الروح العالية والمعنويات المرتفعة التي يتمتع بها أهل غزة في مثل هذه الظروف، حيث إن حياتهم رغم القصف المتواصل تسير بصورة اعتيادية في الشوارع والمتاجر وكل تفاصيل حياتهم اليومية، لأن الغزيين حددوا "إما أن يحييوا سعداء وإما يموتوا شهداء" رغم التخلي الواضح الذي يعانون منه من طرف الأمة.

بدوره أبدى حمد أبو حمدان اعتزازه بصمود وبطولات رجال المقاومة في غزة في وجه هذا الهجوم الغاشم من إسرائيل ورغم الحصار المفروض عليهم ليس فقط من طرف إسرائيل وإنما أيضا من قبل الدول العربية جميعا.

أما المتصفح جميل دردونة فقد رأى أن ما يحز في النفس بكل حزن وأسى هو هذا الحصار الذي يعاني منه أهل غزة من طرف إخوانهم العرب بدل أن  يمدوا لهم يد العون على الأقل في المجالات الإنسانية وبخاصة علاج المرضى في الدول العربية المجاورة.

المعلقان عارف وسعيد ساميق اعتبرا أن إسرائيل ما كان لها أن تقدم على هذه الخطوة لولا الضوء الأخضر الذي حصلت عليه "من عباس وزمرته الذين ينتظرون الفرصة تلو الأخرى من أجل الاستيلاء على غزة ولو على ظهر الدبابة الإسرائيلية".

أما الموقع باسم "شتان ما بين مرسي والسيسي" فيستذكر مقارنة اعتبرها واجبة بين مواقف الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إبان الغزو الأخير لغزة الذي سحب سفير مصر من إسرائيل ودعاها للتوقف فورا عن الاعتداء على عزة وأرسل رئيس وزرائه إليها في رسالة مفادها أن مصر لن تتخلى عن الأشقاء مهما كانت الظروف، وبين موقف السيسي "الذي يغلق كل المنافذ المؤدية لغزة لصالح إسرائيل وها هو الآن يصمت ولا يحرك ساكنا".

وفي تصور مخالف أرجع المتابع "رشيد من كندا" أن كل ما يحصل لغزة من خراب وفقر واعتداء هو من وراء حماس التي تحكم قبضتها على القطاع منذ العام 2006، وذلك بسبب تمسكها بالسلطة وعدم إدراكها حجم فشلها في تسيير الأمور وعدم إفساحها المجال أمام من يستطيع القيام بهذه المهام بصورة تضمن لغزة وقاطنيها أسباب الاستقرار والحياة الكريمة.

ملف الخلافة
وفي سياق آخر ما زالت ردود فعل متصفحي الجزيرة نت ترد بكثافة بشأن موضوع إعلان الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ففي المقال المنشور في صفحة المعرفة تحت عنوان "الخلافة على منهاج النبوة والخلافة على منهاج "داعش" لكاتبه د. أحمد الريسوني، تباينت آراء القراء بشأن فكرة الخلافة نفسها بين مؤيد ومعارض.

الزائر "الحسين ابن المغرب" وجه إلى التركيز على أهمية توطيد مفاهيم العدل والمساواة والشورى كأساس لأي بناء للأمة يراد له أن يكون سليما، فمن دون ذلك لا يمكن التقدم إلى الأمام مهما كان المصطلح المستعمل، فبقدر تجسيد هذه المفاهيم وتطبيقها على أرض الواقع يستمد الحاكم شرعيته، وحينئذ لا مشاحة في تسميته التي ستطلق عليه رغم ما لكلمة "الخلافة" من وقع خاص في نفوس المسلمين الذين تحن أفئدتهم باستمرار لإعادة الخلافة الراشدة.

وعلى نفس المنوال اعتبر المتصفح محمد أن الخلاف الدائر بين مؤيدي الخلافة ومن يعارضونهم مرده سوء فهم البعض وجهلهم بالدين والتاريخ بحيث أصبحوا يعتقدون أن مفهوم الخلافة من مقدسات الدين التي لا يرقى إليها شك، بحيث إذا أعلن أي شخص أنه الخليفة تصبح طاعته واجبة، وذلك على عكس ما هو معروف في أحكام الشريعة الإسلامية الغراء.

في حين ذهب الموقع باسم "تلميذ ابن حزم" إلى أنه على الرغم من عدم تأييده لإعلان الخلافة في الوقت الحاضر فإنه يختلف مع من يرون أن الخلافة ليست من واجبات الحكم في الإسلام بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما"، والدليل الثاني هو الإجماع الذي حكاه ابن حزم بأنه لا يجوز أن يكون للمسلمين أكثر من حاكم، هذا إضافة إلى فعل الخلفاء الراشدين الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين باتباع سنتهم و"العض عليها بالنواجذ" على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة