الخنادق الإلكترونية.. الغرب يطارد "أعماق" تنظيم الدولة

بدأت عدة دول أوروبية بحملة حربية إلكترونية تعادل في قوتها غارات جوية هائلة ضد أجهزة الدعاية الرئيسة لتنظيم الدولة الإسلامية على شبكة الإنترنت، لكن الحملة ربما ربحت معارك ولم تربح حربا.

وتحركت وكالات إنفاذ القانون في ثماني دول بانسجام تام لتحطيم اثنين من أجهزة الدعاية الرئيسية لتنظيم الدولة، في عملية استغرقت يومين في أبريل/نيسان الماضي.

واستولت الشرطة أثناء هذه الحملة على حواسيب وخوادم شبكية بأوروبا وأميركا الشمالية، وحظرت بوابات الإنترنت التي تستخدمها محطة إذاعة "البيان" ووكالة الأنباء الرسمية (أعماق) التابعتين للتنظيم.

 غير أنه بعد أقل من أسبوع، عادت "أعماق" فجأة إلى الظهور مرة أخرى على عنوان إلكتروني مختلف، مما اضطر الحكومات إلى الانقضاض عليها مرة أخرى، ثم ظهرت على السطح للمرة الثالثة والرابعة.

حرب خنادق
واليوم وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على بدء الشرطة الأوروبية المبادرة، تحول الكفاح من أجل إسكات مراكز الاتصالات الخاصة بتنظيم الدولة من الصدمة والرعب إلى شيء يشبه حرب الخنادق.

ويجد تنظيم الدولة طرقا جديدة لوضع رسائله ومقاطع الفيديو على الإنترنت، بينما تحاول فرق مكافحة الإرهاب مواجهتها والقضاء عليها، لكن هذه الفرق قد تكون كسبت معارك ولم تكسب حربا.

وقال مسؤول تنفيذي أوروبي -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- إن أثر "أعماق" ليس كما كان سابقا، لكن الحملة لم تحقق هدفها الذهبي في هذا السياق بعد.

ويعكس النجاح المختلط لمجهود "أعماق" التحديات والإحباطات التي تواجهها الحكومات في جميع أنحاء العالم في محاولتها لمنع الجماعات المتطرفة العنيفة من استخدام الإنترنت في التجنيد والتطرف.

وبينما تعرض تنظيم الدولة للهزيمة عسكريا في كل من العراق وسوريا، فقد أظهر "خلافته الافتراضية" على شبكة الإنترنت.

ولا يزال باستطاعة التنظيم بث وابل من أشرطة الفيديو الدعائية والبيانات الإعلامية بكل مرونة مع قليل من الانقطاعات، على الرغم من الهجمات الإلكترونية والخسائر الإقليمية، ومقتل العشرات من كبار المسؤولين والفنيين بقسم الإعلام الخاص به.

وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية ليس هو المجموعة المتطرفة الوحيدة التي تستخدم الإنترنت بشكل واسع لنشر الدعاية والتواصل مع الأتباع.

ويظهر تحليل جديد للسلوك على الإنترنت أن الأميركيين يبحثون عن معلومات حول النازيين الجدد وغيرهم من منظمات اليمين المتطرف 10 مرات أكثر من بحثهم عن محتوى مرتبط بالجهادية.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست