دير شبيغل: ألمانيا تشكل تحالفا دوليا لمواجهة انعزالية ترامب

German Foreign Minister Heiko Maas is welcomed by Japanese Prime Minister Shinzo Abe prior to their talks at Abe's official residence in Tokyo, Japan July 25, 2018. Toshifumi Kitamura/Pool via Reuters
وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس التقى الأربعاء في طوكيو رئيس وزراء اليابان شينزو آبي (رويترز)

خالد شمت-برلين

قالت أسبوعية دير شبيغل الألمانية إن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل انتهت من صياغة إستراتيجية لتشكيل تحالف دولي جديد يهدف للتصدي عالميا للتوجهات القومية الانعزالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضافت المجلة -في عددها الصادر اليوم السبت، استنادا لمصادرها بالخارجية- أن هذا التحالف سيركز على التعاون الوثيق بين أعضائه في السياسة الخارجية والتجارة الحرة والبيئة.

ونقلت عن وزير الخارجية هايكو ماس قوله "نحن بحاجة لتحالف دولي متعدد الأقطاب لدعم القواعد والهياكل القائمة في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي يرفضها ترامب".

ووفق رؤية ماس، تتبنى برلين من خلال إستراتجيتها الجديدة تشكيل شبكة من الدول ذات التوجهات الليبرالية المؤيدة للتعقل، والالتزام بقواعد اللعب المتعارف عليها في المشهد السياسي العالمي، ورفض العزلة والأنانية القومية.

وبالإضافة إلى ألمانيا، يضم التحالف الجديد الذي سيتم الانتهاء من صياغة تفاصيله نهاية العام الجاري اليابان وكوريا الجنوبية -اللتين أبرم معهما الاتحاد الأوروبي اتفاقية موسعة للتجارة الحرة- وجنوب أفريقيا وأستراليا والأرجنتين كما يضم (جارتي الولايات المتحدة) المكسيك وكندا.

وأفادت دير شبيغل أن ماس -الذي حصل خلال زيارة لطوكيو نهاية الأسبوع الماضي على دعم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي– سيسعى أيضا لنيل تأييد سول ودعم وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند التي ستحل ضيفة على المؤتمر السنوي للسفراء الألمان في برلين الشهر القادم.

‪غابرييل يتحدث إلى المستشارة أنجيلا ميركل‬ غابرييل يتحدث إلى المستشارة أنجيلا ميركل (رويترز)
‪غابرييل يتحدث إلى المستشارة أنجيلا ميركل‬ غابرييل يتحدث إلى المستشارة أنجيلا ميركل (رويترز)

إستراتيجية التصدي
وأضافت المجلة أن قسم التخطيط السياسي بالخارجية عكف منذ شهور على وضع المحددات العامة للإستراتجية الجديدة للتصدي لسياسات ترامب بناء على توجيه وزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل بعيد انتخاب ترامب بإعادة توصيف علاقة برلين مع واشنطن.

وأشارت دير شبيغل إلى أنه جرى تعديل وتنقيح هذه الإستراتيجية مع كل تغريدة لترامب حول السياسة الخارجية لإدارته خاصة ما يتعلق بألمانيا وأوروبا.

وبدا لألمانيا حاجتها الواضحة للإستراتيجية الجديدة بعد تهديد الرئيس الأميركي خلال القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالانسحاب من هذا التحالف الدفاعي الغربي ثم وصفه للاتحاد الأوروبي بالعدو.

وأدى هذا التطور وفقا للمجلة إلى "فقد برلين وباريس وبروكسل أي أمل بجدوى التعاون مع ترامب واعتبار حكومة ميركل بإستراتجيتها الجديدة أن الولايات المتحدة تحولت مع رئيسها الجديد من عمود النظام العالمي القائم إلى مدمر لهذا النظام".

بالون اختيار
ويريد وزير الخارجية إطلاق بالون اختبار لتحالفه الدولي الجديد عندما يتقدم -بمشاركة الهند والبرازيل واليابان، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل- بمشروع لإصلاح مجلس الأمن الدولي، على أن تكون الانطلاقة الفعلية لهذا التحالف باستلام برلين في أبريل/نيسان القادم مقعدها غير الدائم الذي انتخبت له لمدة عامين بمجلس الأمن.

ويبدو أن عمل التحالف الجديد للتعامل مع ترامب لن يكون سهلا مع التضارب الموجود أحيانا في الاهتمامات التجارية بين برلين وباريس، ودعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأسيس مبادرة للتدخل العسكري الدولي تشارك فيها دول من خارج الاتحاد الأوروبي.

وتعارض برلين هذا التوجه الفرنسي مطالبة بتفعيل الاتحاد الدفاعي الأوروبي (بي أي أس سي أو) في وقت يتبنى وزير خارجيتها انتهاج سياسة جديدة للم الشمل تجاه دول شرقي أوروبا مثل بولندا ودول البلطيق لتعزيز قوة واستقلال القارة العجوز.

وخلصت دير شبيغل إلى أن تفعيل ألمانيا إستراتجيتها الجديدة لمواجهة سياسات الرئيس الأميركي تتطلب التوافق مع باريس.

المصدر : الجزيرة