مضادات الاكتئاب توصف بإفراط لكثير من الناس

midan - الاكتئاب
التايمز : على الأطباء أن يبحثوا عن طرق لتجنب وصفات مضادات الاكتئاب وخاصة للشباب (مواقع التواصل)

أشار تحقيق للتايمز البريطانية إلى أن عشرات آلاف الأطفال يوصف لهم مضادات الاكتئاب رغم التحذيرات من أن هذه الحبوب قد تضر بنمو المخ وليس لها فائدة تذكر.

وكشفت بيانات هيئة الصحة الوطنية البريطانية التي حصلت عليها الصحيفة لأول مرة أن واحدا من ستة بالغين في إنجلترا استخدموا مضادات الاكتئاب العام الماضي، بزيادة حوالي نصف مليون منذ عام 2015.

يشير أطباء النفس إلى أن فترات الحزن واعتلال المزاج ليست هي نفس حالة الاكتئاب

وكشفت الأرقام التفصيلية أن 7.3 ملايين شخص في إنجلترا كان يعطى لهم ما لا يقل عن وصفة طبية واحدة من مضادات الاكتئاب العام الماضي. والأشخاص فوق الستين كانوا أكثر ترجيحا مرتين مثل أولئك الذين في العشرينيات لأن يكونوا مربوطين بمضادات الاكتئاب.

وذكرت الصحيفة أن حجم اعتماد بريطانيا على مضادات الاكتئاب قد أثار مخاوف من الإفراط في استخدام العقاقير كأول ملاذ ولرفض بعض الأطباء إبعاد الناس عن هذه الحبوب رغم آثارها السلبية.

وعلى خلفية هذ التحقيق علقت الصحيفة نفسها في افتتاحية بأن مضادات الاكتئاب توصف للعديد من الناس والكثير من الحالات أكثر من اللازم. وفرقت بين فترات الحزن والاكتئاب الطبيعي الذي ينتاب الإنسان وبين الاكتئاب السريري بأن الثاني هو مرض يجعل صاحبه عاجزا ومعذبا في حياته. ومع ذلك انتشر استخدام مضادات الاكتئاب بحيث توصف لحالات ليست اكتئابية.

ونبهت الصحيفة إلى وجود مشكلة واضحة في الارتفاع الحاد في الوصفات الطبية وهي أنها توصف لأشخاص ليسوا مرضى في الحقيقة. فكما يشير أطباء النفس، فإن فترات الحزن واعتلال المزاج ليست هي حالة الاكتئاب نفسها، ومن ثم فإن الأدوية تكون مفيدة للمرضى لضبط استقرار حالتهم النفسية ومساعدتهم على اتخاذ قرارات أفضل، لكنها ليست علاجات للاكتئاب.

وأشارت إلى ضرورة بحث الأطباء عن طرق لتجنب وصفات مضادات الاكتئاب خاصة بالنسبة للشباب، لأن الأدلة السريرية لفعاليتها أضعف. وبخلاف المفهوم القائل إن المجتمع الحديث أشد قسوة وأكثر عزلة من أسلافنا، فإن أكبر دراسة للقلق والاكتئاب في العالم، من عام 1990 حتى عام 2010، لم تجد أي دليل على أن انتشار الاضطراب النفسي كان يزداد مقارنة بالأجيال السابقة.

المصدر : تايمز