هذا هو دافع ترامب الحقيقي للانسحاب من النووي

YEARENDER 2016 NOVEMBERUS President Barack Obama (R) and President-elect Donald Trump (L) meet in the Oval Office of the White House in Washington, DC, USA, 10 November 2016. President-elect Donald Trump and future First Lady Melania Trump are meeting with President Obama and First Lady Michelle Obama at the White House and are expected to discuss efforts toward a smooth transition of power.
أوباما (يمين) وترامب بالبيت الأبيض نوفمبر/تشرين الثاني 2016 (الأوروبية)

تناولت صحف بريطانية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران بالتعليق والتحليل، وقالت صحيفة تلغراف في مقال إن هذا القرار له دافع واحد هو رغبة ترامب في القضاء على إرث سلفه مهما كانت التكلفة.

وقال الكاتب روب كريلي بالمقال المذكور إن نص القرار الذي تلاه ترامب أمس مسكون بظل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذ يفصح هذا النص عن أن هدف ترامب لم يكن أحد آيات الله الإيرانيين أو الرئيس الإيراني أو ضابط إيراني، بل رئيس أميركي وهو سلفه أوباما.

وأشار الكاتب إلى أن قرار ترامب أمس يُضاف إلى معاهدات باريس حول المناخ واتفاق التجارة عبر المحيط الهادي وبرنامج أوباما للرعاية الصحية "أوباما كير" لنتوصل إلى نتيجة بأن هدف ترامب من كل ذلك هو محو أي إرث لأوباما.

وأضاف الكاتب أن هذا القرار لا يستهدف السعي الإيراني للهيمنة في الشرق الأوسط، ولا وقف الخطر الإيراني على الأمن القومي الأميركي، رغم أن ذلك بالفعل يستحق الاستهداف.

إطلاق يد إيران
وأوضح أن إيران بعد انسحاب أميركا من الاتفاق ستكون أكثر حرية في دعم المليشيات الحليفة لها بالمنطقة وفي استئناف برنامجها النووي وأن العالم سيكون أقل أمنا.

وقالت صحيفة تايمز في افتتاحية لها إن ترامب وبانسحابه من الاتفاق النووي مع إيران يخاطر مخاطرة كبيرة وإنه قامر مقامرة غريبة بانسحابه بأكثر الأشكال المتاحة تطرفا، ولن يكون أمام أوروبا إلا مواجهة التحدي والعمل للتوصل إلى اتفاق جديد.

وأضافت أن الاتفاق النووي ظل يواجه مشاكل باستمرار، لأن إيران لم توقف ما يكفي من أعمالها الشريرة، كما أنها أصبحت مهددة للنظام العالمي بتشجيع من هذه الاتفاقية.

مقامرة كبيرة
وقالت أيضا إن ترامب يعتقد أنه سيجبر إيران على العودة لمائدة التفاوض وإبرام اتفاق أفضل بالنسبة لأميركا، قائلة إذا صدق اعتقاد ترامب، فسيكون ذلك نصرا آخر غير متوقع لأسلوبه الدبلوماسي المستقل والجريء، أما إذا لم يصدق فإن قراره سيدشن اللحظة التي ستبدأ فيها المنطقة السقوط في حرب أوسع.

وقالت كاثرين فيليب في مقال بتايمز أيضا إن ترامب لم يأبه لصديقه الجديد رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون ولتوسلاته له بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي ولم يكرمه إلا بمحادثة هاتفية قصيرة يبلغه فيها بقراره قبل إعلانه، أما أنجيلا ميركل فلم يتفضل عليها حتى بمكالمة، ناهيك عن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أنفق 11 ساعة عابرا خلالها المحيط ألأطلسي سعيا منه لإثناء ترامب عن الانسحاب دون جدوى.

صوت الصقور
واستمرت فيليب تقول إن ترامب لم يستمع إلا لصوته وصوت صقوره في البيت الأبيض الذين وجهوا ضربتهم الأولى ضد إيران ولصوت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقالت إن أكثر الأمور إثارة للقلق هي تبخر فكرة أن أميركا وأوروبا يعملان معا للحفاظ على النظام العالمي، مضيفة أنه لا أحد سيكون أكثر فرحا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران.

المصدر : الصحافة البريطانية