شكوى غير مسبوقة بأوروبا سببها التغير المناخي

Glaciers are seen in Half Moon Bay, Antarctica, February 18, 2018. REUTERS/Alexandre Meneghini SEARCH
ذوبان الثلوج أحد مظاهر التغير المناخي (رويترز)
قدمت عدة عائلات متضررة من تغير المناخ شكوى غير مسبوقة ضد الاتحاد الأوروبي أمام محكمة العدل الأوروبية طالبوا فيها بإلزام بروكسل بالعمل على خفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري لتمكينهم من التمتع بحقوقهم في الحياة والصحة والعمل.
 
وحسب موقع ميديابارت الفرنسي، فإن أصحاب الشكوى يتهمون الاتحاد الأوروبي بأنه حدد هدفا "غير كاف" للحد من الغازات الدفيئة بحلول عام 2030، إذ يرون أن انخفاض مستوى هذه الغازات بنسبة 40% كما هو مخطط حاليا لن يكون كافيا للتصدي للتغير المناخي وحماية المواطنين من أكثر آثارها كارثية.
 
ويرى أحد الناشطين في هذه الشكوى التي قدمت أمس الخميس أن آثار هذا التغير المناخي لا تقتصر على دول الجنوب، وأن دول الاتحاد الأوروبي لا تقوم بعملها في هذا الصدد كما ينبغي، مؤكدا أن الحد من انبعاث الغازات يجب ألا يقل عن 55% من الآن حتى عام 2030 بدل 40%، وذلك لتفادي وقوع كوارث مناخية فظيعة.
 
ويلفت ميديابارت إلى أن الحديث عن التغير المناخي يعني بالضرورة الحديث عن الأعاصير المدارية والتصحر وغرق الجزر واختفاء الشعاب المرجانية.، مما يعني أن "هذا الإجراء في محكمة الاتحاد الأوروبي هو تذكير باضطراب المناخ عالميا الذي أضر لسنوات عدة القارة الأوروبية".
 
كل هذه العائلات تأثرت مباشرة بالتغير المناخي ولكل منها قصتها الخاصة، سواء تعلق الأمر بارتفاع مستوى سطح بحر الشمال أو تزايد عواصفه، أو تعلق بارتفاع درجات الحرارة أو الجفاف في فرنسا ورومانيا، أو تعلق بذوبان الثلوج في السويد مما يهدد تربية الرنة، ويزيد من اندلاع النيران في غابات البرتغال…، فقد تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، وهي أن هذه العائلات تشكو أضرارا لحقت بها نتيجة التغير المناخي.
 
فهذه عائلة فلاد الرومانية التي تعيش في منطقة كارباتيس على ارتفاع 700 متر، تشكو اضمحلال الغطاء النباتي بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونقصان المياه، مما اضطر الوالد بترو إلى أخذ قطيع بقره إلى مناطق يتراوح ارتفاعها بين 600 و1400 متر بحثا عن المراعي المناسبة والماء.
 
وتنحدر العائلات المشتكية من ثمان دول أوروبية، ويقول بترو، في إشارة إلى أنه لم يعد أمامه خيار سوى رفع قضية على دول الاتحاد "لا يمكنني أن آخذ قطيعي إلى مناطق أكثر ارتفاعا إذ لا يوجد فوق 2000 متر إلا السماء".
المصدر : الصحافة الفرنسية