بعد غزة.. إسرائيل توجه سلاحها للإعلام الدولي

blogs مسيرة العودة
مسيرات العودة السلمية واجهتها إسرائيل بالحديد والنار (لوموند)

في مواجهة الانتقادات الدولية الموجهة لها بسبب استخدامها غير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين بقطاع غزةغزة، وجدت إسرائيل في الصحفيين كبش فداء تلقي عليه بالمسؤولية.

هذا الأمر اتضح جليا في الحملة المنسقة التي كشفتها سلسلة التصريحات الرسمية الإسرائيلية الأخيرة حول هذا الموضوع، حسبما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

الصحيفة قالت إن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل إلى هذا الأسلوب، إذ شنت حملة مماثلة على سبيل المثال خلال حربها على غزة في صيف العام 2014، واستهدفت وسائل الإعلام الأجنبية.

وهذه المرة ومنذ نهاية مارس/آذار الماضي، أرسلت وسائل الإعلام الدولية العديد من مراسليها المتمركزين في القدس أو أرسلت مبعوثين خاصين لتغطية "مسيرة العودة الكبيرة" لفلسطينيي غزة، كما توجه العديد منهم إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود وغطوا المؤتمرات الصحفية للجيش الإسرائيلي.

لكن الحكومة الإسرائيلية ما فتئت تكرر اتهامات لهذه الوسائل الإعلامية بوصفها متحاملة على إسرائيل، وتتجاهل الطبيعة الحقيقية للتعبئة الشعبية الفلسطينية.

وأوردت "لوموند" في هذا الصدد تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، فها هو المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل ناهشون يقول "لم تكن هناك مسيرة شعبية ولا شيء قريب من ذلك، بل هناك جمهور عنيف من أتباع حماس، نيتهم كلهم هي القتل، لكن هل سيكون لدى النقاد الخانقين على إسرائيل النزاهة الضرورية للاعتذار؟ لا أستطيع المراهنة على ذلك".

بدوره أرجع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ما يحدث في غزة من "مهرجان للنفاق" إلى عوامل اقتصادية، منحيا باللوم في ذلك على الدول الإسلامية.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي فكان أكثر وضوحا في اتهامه لوسائل الإعلام حين قال في مقال له بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن "بعض وسائل الإعلام ساعدت حماس عبر نشر أكاذيبها بدلاً من الحقائق.. لكن الجيش الإسرائيلي يختار الحقيقة دوما".

واستعرضت الصحيفة المزيد من هذه التصريحات، لكن ما أثار دهشة "لوموند" أكثر هو دخول السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفد فريدمان على الخط، إذ كتب في مقال له بموقع فوكس نيوز إن "الإعلام الليبرالي يقف مع حماس" لأنهم "غاضبون من نجاح حفل افتتاح السفارة" في القدس يوم 14 مايو/أيار الجاري، ولا يتحملون انتصارا دبلوماسيا جديدا لدونالد ترامب".

المصدر : لوموند