العراق لنساء تنظيم الدولة: لا يستحققن الرحمة

French national Djamila Boutoutao at the central penal court in Baghdad, where she was sentenced to life in prison for belonging to the Islamic State group. Photograph: Ammar Karim/AFP
المواطنة الفرنسية المتهمة بالانضمام لتنظيم الدولة جميلة بطوطاو (الفرنسية)
أشار تقرير للغارديان إلى الإعدامات السريعة التي نطقت بها محكمة في بغداد ضد أكثر من 40 امرأة أجنبية متهمة بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وركزت الصحيفة على حالة المواطنة الفرنسية جميلة بطوطاو (29 عاما) وهي تهمس من داخل قفص الاتهام بقاعة المحكمة بلغتها الأصلية على مسمع من أعضاء التنظيم الأخريات المتهمات بجوارها، وكلهن من الأجانب، بأن حياتها قد أصبحت لا تطاق، وهي تنتظر القاضي في الغرفة المجاورة ليستدعيها ولم يكن هناك أي مسؤول فرنسي حاضرا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا أدينت بطوطاو بانضمامها للجماعة الإرهابية فستواجه عقوبة مدى الحياة في سجن بغداد المركزي أو الموت شنقا.

وقالت إن إجراءات المحاكمة اتسمت بالعجلة وكذلك جلسات الاستماع التي لم تستغرق سوى عشر دقائق في المحكمة الجنائية المركزية ببغداد للنطق بالحكم على أكثر من 40 امرأة بالموت وعشرات أخريات بالسجن مدى الحياة منذ سقوط الخلافة المزعومة.

وذكرت الصحيفة أن الإجراءات المتعلقة بالنساء الأجانب ولا سيما اللائي لديهن أطفالا رضعا تعالج بكفاءة لا تقبل المساومة نادرا ما تُرى في جوانب أخرى من النظام القضائي العراقي. وعلى الجانب الآخر لا تزال فرنسا والدول الأوروبية الأخرى معادية لمواطنيها الذين يواجهون الآن المحاكم العراقية. وقد أظهرت الحكومة الفرنسية بعض التساهل تجاه الأطفال الذين تيتموا بسبب القتال، ولكنها لم تظهر ذلك التساهل تجاه البالغين الذين اتخذوا قرارا للانضمام إلى التنظيم.

وألمح تقرير الصحيفة إلى موقف العراقيين المتشدد بشأن السجناء الأجانب من عبارات الغضب التي يصمونهم بها مثل "عليهم اللعنة" و"إنهم لا يستحقون الرحمة. والنساء أيضا". وأشار إلى تباين كان في نفس المحكمة قبل يوم واحد، حيث تم تبرئة امرأة عراقية من جميع التهم الموجهة إليها وأفرج عنها بعد دفاع ناجح بأن أخيها كان قد أجبرها على الانضمام للتنظيم. بينما حكم على بعض النساء العراقيات، وعدد كبير من الرجال، بالإعدام، وكان حظ النساء الأجنبيات قليلا.

وعلقت على ذلك الباحثة في هيومان رايتس ووتش بلقيس ويلي بقولها "في أذهان العراقيين والقضاء والحكومة، بحكم حقيقة كونك أجنبيا واخترت العيش في مكان تواجد التنظيم فهناك قدر ما من التفويض فيما فعلته والمزيد من المسؤولية". وأضافت "الأمر ليس نفسه في حالة النساء العراقيات، حيث الأدلة المحددة غالبا ما تقلل العقوبات. وإذا اشتريت تذكرة طائرة وعبرت الحدود واتخذت اختياراتك، فأنت أكثر تعرضا للخطر".

وختمت الصحيفة تقريرها بما قاله مسؤول خلال فترة استراحة المحكمة بأن العدالة تعتمد اعتمادا كبيرا على الغريزة "ولقد عملت هنا لمدة 10 سنوات وأستطيع أن أميز الأشخاص الأبرياء بنظرة واحدة في أعينهم. ويمكنني أن أخبركم عن قصص الرعب وأستطيع مشاركة اللحظات الآسرة".

المصدر : غارديان