هل يسعى سليماني لعزل مقتدى الصدر؟

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال كلمة له حول القدس
الصدر أعلن أنه يسعى لتشكيل حكومة تكنوقراط (الجزيرة)

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن طهران تبحث عن طريق لعزل رجل الدين الشيعي، ذي التوجهات القومية الجامحة، مقتدى الصدر بغية المحافظة على نفوذها في العراق.

ولاحظت مراسلتها الخاصة ببغداد هيلين سالون في بداية قراءة لها لنتائج الانتخابات التشريعية التي شهدها العراق مؤخرا سرعة تهنئة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للصدر بوصفه الفائز الأول في هذه الانتخابات.

وفي المقابل، لفتت سالون إلى المفاجأة التي مثلها فشل تحالف العبادي "النصر" في تبوؤ صدارة القوائم الفائزة في اقتراع 12 مايو/أيار، مشيرة إلى النسبة الكبيرة للامتناع عن التصويت التي قاربت 45%.

ورغم الاتهامات بالتزوير، خاصة في كردستان والأنبار، التي ما زالت تؤخر الإعلان الرسمي للنتائج، فإن المراسلة قالت إن "ما لا يدع مجالا للشك هو أن سليل السياسة العراقية، ذي المراس الصعب (في إشارة إلى الصدر) ربح رهانه" وأصبح قاب قوسين أو أدنى من فتح باب السلطة مشرعا أمامه.

وهو ما قالت سالون إنه أسوأ خيارات طهران، مرجعة السبب في ذلك إلى كون الصدر نأى بنفسه منذ عام 2014 عن طهران، كما أنه لم يفتأ يشجب تدخل إيران في العراق عبر مليشيات الحشد الشعبي الشيعية الموالية لها.

وما زاد الطينة بلة هو أن الصدر نشر في تغريدة له عبر تويتر بعد إعلان النتائج عن انفتاحه على أي تحالف لتشكيل حكومة ائتلافية، مستثنيا من ذلك حليفي إيران الرئيسيين في العراق، رئيس الوزراء الشيعي السابق نوري المالكي وائتلاف الفتح بقيادة زعماء المليشيات المؤيدة لإيران.

ولوعي إيران بأن لعبة تشكيل الحكومة لم تحسم بعد، أوفدت قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني سعيا إلى تهميش الصدر.

وقالت سالون إن إيران ستلعب على وتر توحيد المعسكر الشيعي الذي دخل الانتخابات الأخيرة بقوائم متنافسة، وهدفها من ذلك هو تشكيل كتلة من 165 نائبا وهو العدد المطلوب لتشكيل حكومة، وتضم هذه الكتلة في الأساس رئيس حزب الدعوة نوري المالكي وزعيم منظمة بدر، فضلا عن متصدري قائمة "الفتح".

ويرى المحلل حارث القروي، حسب تغريدة بتويتر اطلعت عليها سالون، أن المفاوضات بين المجموعات الشيعية تتركز أساسا على شخص السيد العبادي، رغم أن المفاجآت ممكنة دائما في هذه الخريطة السياسية التي انفرط عقدها.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن سالون لاحظت أن العبادي بتصريحاته حول الانتخابات اتخذ خطوة نحو التحالف مع الصدر، خصوصا أن الاثنين يتشاطران ميولهما القومي والمذهبي وطموحهما لإصلاح الدولة والمؤسسات عبر تشكيل حكومة تكنوقراط.

المصدر : لوموند