وصال الشيخ ابنة غزة.. تمنت الشهادة فنالتها
وصال الشيخ خليل ابنة 14 ربيعا كانت خططت لجنازتها بالفعل؛ فقد أخبرت الفتاة الفلسطينية أمها أنه لو قدر لها أن تقتل بأيدي الجنود الإسرائيليين فيجب أن تدفنها في مكان وفاتها أو في المكان المجاور لقبر جدها.
وأشار تقرير صحيفة الغارديان إلى أن وصال كانت واحدة من أكثر من ستين شخصا قتلهم القناصة الإسرائيليون في غزة يوم الاثنين وهم يطلقون النار على حشود المتظاهرين التي تقدر بعشرات الآلاف على امتداد السلك الشائك المطوق للقطاع.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد كان من بين القتلى الرضيعة ليلي أنور الغندور التي ما زالت في شهرها الثامن، والتي توفيت مختنقة من استنشاق الغازات المدمعة، كما قتل شخص مبتور القدمين كان قد تم تصويره وهو يرمي الحجارة من كرسي متحرك.
وتحكي أم وصال أن صغيرتها التي أتمت 14 سنة في ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت المسيرات ألهبت مشاعرها، وبدأت تفكر بكثرة في "الشهادة"، وقالت إن الحياة أصبحت غير محتملة لأطفالها السبعة مع اضطرار الأسرة للتنقل كل ثلاثة أو أربعة أشهر بسبب عدم القدرة على تحمل الإيجار؛ نتيجة القيود الصارمة التي فرضتها إسرائيل ومصر طوال عشر سنوات على حركة البضائع والناس إلى غزة.
وتقول أسرة أبو عرمانة إنها من قرية صغيرة لم تزرها أبدا، أصبحت في ما يسمى الآن إسرائيل، وقد عاش ثلاثة أجيال في مخيم البريج للاجئين في غزة في جزء من الحي الذي يطلق عليه السكان "البلوك دي".
وقالت الأم إن وصال لم تغادر غزة مطلقا، وتتذكر أنها كانت مفعمة بالمرح، وكان أخوها الأكبر قد حذرها من الخروج في الاحتجاجات وهددها، مداعبا، بأنه سيكسر رجليها إذا حاولت الخروج، لكنها كانت ثابتة، وقالت "إذا كانت لدي رجل واحدة فسأخرج، وإذا كسرت الثنتان فسأحبو".
ويحكي أخوها محمد (11 عاما)، الذي كان معها عندما قتلت، أن بعض المتظاهرين كانوا قد أعطوها قاطعة أسلاك وقتلت برصاصة في رأسها بالقرب من السلك الشائك.