وصال الشيخ ابنة غزة.. تمنت الشهادة فنالتها

GAZA CITY, GAZA - MAY 15: Relatives of eight-month-old Leila Anwar Ghandoor, who died in the hospital on Tuesday morning from tear gas inhalation, grieve at her home before her burial on May 15, 2018 in Gaza City, Gaza. Anwar was with a relative during the violence at the Gaza-Israel border yesterday when tear gas canisters were fired at crowds. Israeli soldiers killed over 50 Palestinians and wounded over a thousand as demonstrations on the Gaza-Israel border coincided with the controversial opening of the U.S. Embassy in Jerusalem. This marks the deadliest day of violence in Gaza since 2014. Gaza's Hamas rulers have vowed that the marches will continue until the decade-old Israeli blockade of the territory is lifted. (Photo by Spencer Platt/Getty Images)
أقارب الرضيعة ليلي أنور الغندور التي ماتت خنقا من الغاز المدمع في مسيرات غزة (غيتي )

وصال الشيخ خليل ابنة 14 ربيعا كانت خططت لجنازتها بالفعل؛ فقد أخبرت الفتاة الفلسطينية أمها أنه لو قدر لها أن تقتل بأيدي الجنود الإسرائيليين فيجب أن تدفنها في مكان وفاتها أو في المكان المجاور لقبر جدها.

وقالت أمها ريم أبو عرمانة بعد يوم من فقد ابنتها "كانت تعتقد بأن الموت أفضل لها من هذه الحياة، وكل مرة كانت تخرج فيها مع المظاهرات كانت تدعو الله أن يرزقها الشهادة".

وأشار تقرير صحيفة الغارديان إلى أن وصال كانت واحدة من أكثر من ستين شخصا قتلهم القناصة الإسرائيليون في غزة يوم الاثنين وهم يطلقون النار على حشود المتظاهرين التي تقدر بعشرات الآلاف على امتداد السلك الشائك المطوق للقطاع.

ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فقد كان من بين القتلى الرضيعة ليلي أنور الغندور التي ما زالت في شهرها الثامن، والتي توفيت مختنقة من استنشاق الغازات المدمعة، كما قتل شخص مبتور القدمين كان قد تم تصويره وهو يرمي الحجارة من كرسي متحرك.

‪طائرة مسيرة إسرائيلية تلقي غازات مدمعة على المتظاهرين في غزة‬ (رويترز)
‪طائرة مسيرة إسرائيلية تلقي غازات مدمعة على المتظاهرين في غزة‬ (رويترز)

وتحكي أم وصال أن صغيرتها التي أتمت 14 سنة في ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت المسيرات ألهبت مشاعرها، وبدأت تفكر بكثرة في "الشهادة"، وقالت إن الحياة أصبحت غير محتملة لأطفالها السبعة مع اضطرار الأسرة للتنقل كل ثلاثة أو أربعة أشهر بسبب عدم القدرة على تحمل الإيجار؛ نتيجة القيود الصارمة التي فرضتها إسرائيل ومصر طوال عشر سنوات على حركة البضائع والناس إلى غزة.

وتقول أسرة أبو عرمانة إنها من قرية صغيرة لم تزرها أبدا، أصبحت في ما يسمى الآن إسرائيل، وقد عاش ثلاثة أجيال في مخيم البريج للاجئين في غزة في جزء من الحي الذي يطلق عليه السكان "البلوك دي".

وقالت الأم إن وصال لم تغادر غزة مطلقا، وتتذكر أنها كانت مفعمة بالمرح، وكان أخوها الأكبر قد حذرها من الخروج في الاحتجاجات وهددها، مداعبا، بأنه سيكسر رجليها إذا حاولت الخروج، لكنها كانت ثابتة، وقالت "إذا كانت لدي رجل واحدة فسأخرج، وإذا كسرت الثنتان فسأحبو".

ويحكي أخوها محمد (11 عاما)، الذي كان معها عندما قتلت، أن بعض المتظاهرين كانوا قد أعطوها قاطعة أسلاك وقتلت برصاصة في رأسها بالقرب من السلك الشائك.

المصدر : غارديان