ما سر بقاء الأسد في منصبه؟

Syrian President Bashar al-Assad meets with Syrian army soldiers in eastern Ghouta, Syria, March 18, 2018. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE.
الأسد يتلقى دعما عسكريا ودبلوماسيا من روسيا وإيران (رويترز)
كيف نجا الرئيس السوري بشار الأسد من الصراع والحرب المدمرة التي تعصف ببلاده منذ سنوات، بل ومن الضغوط الدولية المكثفة لتنحيته؟ وما هي العوامل التي ساعدته على البقاء في منصبه؟

ففي تحليل نشره موقع الجزيرة الإنجليزية يقول الموقع إنه في حين تعتبر الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة فجر اليوم السبت على المنشآت الحكومية السورية ضربة لمحاولة الأسد توحيد البلاد تحت سيطرته، فإنه ليس هناك ما يشير إلى أن هذه الضربات هدفت إلى إنهاء رئاسته.

ويضيف التحليل أن المكاسب التي حققها الثوار في السنوات الأولى من الانتفاضة ضد حكم الأسد الاستبدادي كانت تشي بحقيقة احتمال انضمامه إلى اللائحة المتنامية من الحكام العرب المخلوعين، لكن هذا لم يحدث، فلقد بقي الأسد في السلطة.

وأما في الوقت الراهن، فموقف المقاتلين المعارضين أخذ بالتراجع، وذلك بعد أن فقدوا معاقل رئيسية داخل العاصمة السورية دمشق وفي مناطق أخرى مثل حلب شمالي البلاد وغيرها.

بل إن دبلوماسيين كبارا من دول معارضة لحكومة الأسد، مثل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، صرحوا بأن الأسد يمكن أن يستمر في رئاسة البلاد.

عوامل
وترى الجزيرة الإنجليزية أن هناك أسبابا جعلت الأسد يستمر لكل هذه المدة الطويلة، ومن بينها:

1- الدعم الأجنبي الذي يتلقاه الأسد، فبعد أن كاد المقاتلون المعارضون ينتصرون وبعد أن كاد جيش الأسد ينهار، فإنه سرعان ما تلقى الدعم من إيران وروسيا، إذ زودته طهران بعشرات آلاف المقاتلين على شكل مليشيات شيعية، كما دعمته بخبراء عسكريين إيرانيين.

وأما الروس فقدموا دعما عسكريا جويا هائلا ومؤثرا للأسد، مما دفع المعارضين لأن يتخلوا عن معاقلهم في مناطق متعددة مثل حلب والغوطة الشرقية بريف دمشق وغيرهما.

2- انقسام المعارضين على أنفسهم، وخاصة في أعقاب المواجهات التي كانت تجري بينهم، وإثر القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن رحب به المعارضون في بداية الأمر.

كما أن عشرات الفصائل المقاتلة انقسمت على نفسها إزاء الانتماء الإقليمي والهوية العرقية والموقف السياسي والانتماء الديني.

3- الموقف الدولي، ففي حين كانت للدول الغربية والقوى الإقليمية مثل تركيا والسعودية مواقف واضحة تتمثل في معارضتها للأسد، فإن أيا منها لم تتخذ موقفا حاسما للإطاحة بالرئيس السوري.

4- الدعم الداخلي، فرغم المعارضة الواسعة لحكمه، فإن الأسد لا يزال يحافظ على مستويات دعم كبيرة داخل سوريا، وهذا الدعم يشمل ما هو أبعد من مجتمعه العلوي ليصل إلى أفراد من السنة استفادوا ماليا خلال أيام حكمه ولديهم القليل من الاهتمام بتغيير الوضع الراهن في البلاد.

المصدر : الجزيرة