جولة محمد بن سلمان الخارجية تخفي أخطاء داخلية

LONDON, ENGLAND - MARCH 07: British Prime Minister Theresa May (L) stands with Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman on the steps of number 10 Downing Street on March 7, 2018 in London, England. Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman has made wide-ranging changes at home supporting a more liberal Islam. Whilst visiting the UK he will meet with several members of the Royal family and the Prime Minister. (Photo by Leon Neal/Getty Images)
ولي العهد السعودي خلال زيارته لبريطانيا (غيتي)

في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز كتب ديفد غاردنر أن الجولة الخارجية التي استهلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ببريطانيا تخفي وراءها خطوات خاطئة داخليا، وأن جهوده الحثيثة لإعادة توصيف المملكة كانت لها آثارها السلبية.

وأشار الكاتب إلى أن هذه الرحلة الجيوسياسية الأولى لابن سلمان منذ أن أصبح وليا للعهد في الصيف الماضي تبدو من منظور واحد كتقدم ملكي مظفر، لكنه اعتبرها مجرد استعراض وضجة مفتعلة للعلاقات العامة تدعو إلى التساؤل ما إذا كان منشغلا بإصلاح أو إعادة توصيف المملكة التي ورثها من والده الملك سلمان البالغ 82 عاما، وأجاب بأنه يفعل القليل من الأمرين معا، ولكن مع بعض الثغرات الصارخة.

ومن ذلك تحركه السريع لبدء تحرير المجتمع السعودي من المراقبة الصارمة للمؤسسة الدينية "الرجعية"، ووضعه أهدافا طموحة لتحويل اقتصاد المملكة المعتمد على النفط إلى مجتمع نشط من الابتكار الخاص المدفوع بالاستثمار، ويبدو أنه بدأ في تقليص حربه في اليمن بعد ثلاث سنوات لم يتحقق خلالها إنجاز كثير غير الذبح الجماعي للمدنيين والمجاعة وتفشي وباء الكوليرا، ناهيك عن التكلفة الباهظة لسمعة المملكة ومواردها المالية التي بلغت تكلفتها بحسب خبير دفاع سعودي 120 مليار دولار.

ورأى غاردنر أن الحصار الذي قادته السعودية على قطر منذ نحو تسعة أشهر والاحتجاز الفعلي لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ساهما كثيرا في توجه قطر نحو إيران.

وأضاف أن مثل هذه الأشياء لا تمت إلى السياسة بصلة، وأن هذا الحاكم الشاب "المتسلط حتى بالمعايير السعودية" قوض الدعائم الثلاث التي تقوم عليها المملكة المتمثلة في بيت آل سعود والمؤسسة الدينية الوهابية والقبائل.

وتابع أنه على الرغم من أن هذا الأمر قد يتحول إلى شيء جيد في نهاية المطاف فإنه يشكل الآن فراغا مؤسسيا في البلاد، وسيحتاج الأمر إلى أكثر من العلاقات العامة والاستشاريين لسد هذه الثغرة.

وختمت فايننشال تايمز بأن السعودية بحاجة إلى التغيير، ولا يمكن لها أن تحيا على عوائد النفط المستنفدة، لكن بناء المؤسسات لتعزيز المملكة الجديدة التي يهدف ابن سلمان إلى إقامتها سيكون أمرا حيويا وليس إضافة اختيارية.

المصدر : فايننشال تايمز