نيويورك تايمز: نصف الإيرانيين يرفضون الحجاب

المظاهرات الإيرانية
الحجاب في إيران كان مظهرا مرتبطا بالثورة منذ قيامها (الجزيرة)

تناولت نيويورك تايمز قضية الحجاب الذي أصبح إجباريا في إيران، وكان دعامة الثورة منذ قيامها، وأشارت الصحيفة إلى مسارعة مكتب الرئيس حسن روحاني بالخوض أمس وسط إحدى المناقشات الأكثر إثارة للجدل حول ما يميز الجمهورية الإسلامية؛ إلى الإفراج فجأة عن تقرير عمره ثلاث سنوات يظهر أن نحو نصف الإيرانيين يريدون إنهاء اشتراط تغطية النساء رؤوسهن في الأماكن العامة.

وقالت الصحيفة إن نشر التقرير يأتي بعد احتجاج عشرات النساء في الأسابيع الأخيرة علنا على إجبارهن على ارتداء الحجاب الذي يمثل رمزا للثورة بقدر ما هو شرط ديني، وأضافت أن التقرير الذي أوضح أن 49.8% من الإيرانيين -رجالا ونساء- يعتبرون الحجاب الإسلامي مسألة خاصة، ويعتقدون بأنه ما كان ينبغي للحكومة أن يكون لها رأي فيه.

وأضافت يبدو أن التقرير وضع روحاني في مواجهة مباشرة مع السلطة القضائية المتشددة، التي قالت يوم الجمعة إن 29 شخصا اعتقلوا في إطار الاحتجاجات، ووصفوها "بالصبيانية"، ويصرون على أن الأغلبية العظمي من الإيرانيين يؤيدون الحجاب الإسلامي، ودعوا إلى اتخاذ تدابير أشد ضد أولئك الذين يحتجون على الحجاب.

توقيت نشر التقرير الآن يوحي بأن روحاني رأى هذا لحظة مناسبة لتحدي المتشددين الذين بيدهم السلطة النهائية حول هذه المسألة القوية رمزيا

وألمحت إلى أن توقيت نشر التقرير الآن يوحي بأن روحاني رأى أن هذه لحظة مناسبة لتحدي المتشددين الذين بيدهم السلطة النهائية حول هذه المسألة ذات الرمزية المهمة. وقال مراقبون إن نشره ربما كان قرارا محسوبا سياسيا من قبل الرئيس لتعزيز دعم الإصلاحات الاجتماعية، وإشارة إلى السلطات لتخفيف ردها على احتجاجات الحجاب.

وفي مقال متصل، وصفت الصحيفة نفسها هذه الاحتجاجات بالجريئة، وبأنها تشكل تحديا لم يسبق له مثيل في تاريخ الجمهورية الإسلامية، الذي دام نحو أربعين سنة.

وأشارت إلى حركة ربما كانت هي التي ساعدت في إلهام هذه الاحتجاجات وظلت مستمرة لسنوات، وبدأت نشاطها على فيسبوك لصحفية إيرانية مقيمة في مدينة بروكلين الأميركية اسمها معصومة "مسيح" علي نجاد، حيث بدأت عام 2014 تحث النساء على نشر صورهن بدون الحجاب في الأماكن العامة، وأطلقت العام الماضي حملة "الأربعاء الأبيض" دعت فيها النساء لارتداء حجاب أبيض يوم الأربعاء احتجاجا على قانون الحجاب الإلزامي.

وذكرت الصحيفة أن الاحتجاجات مستمرة وتجد صدى لها عند الشابات، رغم الاعتقالات الأخيرة، وأن هذا الجيل يتقوى من خلال نظام إعلامي جديد لا يقتصر على توحيد المحتجين فحسب، بل يساعد أيضا في نشر صورة قوية للتحدي. وتعتقد علي نجاد بأن الحركة قد نجحت بالفعل بطريقة ما، "وتظهر المرأة بأنها لم تعد خائفة، وقد اعتدنا أن نخشى الحكومة، والآن الحكومة هي التي تخشى النساء".

المصدر : نيويورك تايمز