صحف فرنسية: فاجعة الغوطة تعجز عنها الكلمات

A man stands on rubble after an airstrike in the besieged town of Douma in eastern Ghouta in Damascus, Syria, February 7, 2018. REUTERS/ Bassam Khabieh
الصحف الفرنسية عجزت عن وصف ما يحدث بالغوطة الشرقية (رويترز)
"محنة"، "زلزال"، "كارثة"، "مأساة".. إنها "مذبحة" القرن الحادي والعشرين في الغوطة الشرقية، بل هي سربرنيتشا أخرى.. لا يضاهيها إلا فظاعات "القرون الوسطى" أمام تفرج مجتمع دولي عاجز كأن "لا حياة فيه لمن تنادي".

هكذا لخصت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الخميس الوضع في الغوطة الشرقية، إذ نقلت لوموند عن الخبير السياسي برنار غيتا شجبه لما يقوم به "النظام وحلفاؤه من جرائم بحق المدنيين في وحشية وفظاعة بعثت فينا اليأس حتى صرنا نتمنى أن ينتصر هؤلاء الوحوش في أسرع وقت ممكن كي تتوقف هذه الفاجعة.. غير أن شيئا لن يتوقف".

نبرة اليأس هذه لم يخل منها أي تقرير، إذ ضمنت لوموند مثلا جولة في بعض وسائل الإعلام الغربية، نقلت منها مقارنة لكل من صحيفة غارديان وقناة سي أن أن لما يحدث بالغوطة اليوم مع ما تعرض له المسلمون من مذابح في مدينة سربرنيتشا الصربية عام 1995.

ففي كلتا الحالتين، كما يقول سايمون تيسدال في صحيفة غارديان، كان المجتمع الدولي شاهدا يرى ويسمع ما يحدث دون أن يحرك ساكنا، ففي الغوطة الشرقية اليوم "كما في سربرنيتشا، ها هم المدنيون بمن فيهم أطفال كثيرون يذبحون مرة أخرى وها هي القوى الغربية رغم وجود قواتها في البلد ترفض التدخل مرة أخرى، وها هي الأمم المتحدة عاجزة تماما كما كانت آنذاك".

أما "سي أن أن" فلتت إلى أن سربرنيتشا مثلت منعطفا في حرب البوسنة قائلة "بعد ثلاث سنوات من الرعب في البوسنة، دفعت مجزرة سربرنيتشا الغرب إلى اتخاذ إجراء ضد الصرب البوسنيين"، قبل أن تربط ذلك بـ"النداء اليائس" لمفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي الذي طالب فيه بجعل حد للمأساة السورية.

تلك المأساة التي رسم ملامحها رئيس النظام السوري بشار الأسد بدعم من الروس والإيرانيين حين شق طريقه بوحشية لا مثيل لها، مخلفا وراءه بحرا من الدماء والأطلال على مرأى ومسمع من عالم غربي عاجز، حسب افتتاحية لوفيغارو.

ولا يبدو حسب لوباريزيان أن الاحتجاجات الدولية لوقف حمام الدم سيكون لها وقع يذكر، إذ إنه لا توجد قوة تهدد حقا بالتدخل، وهو ما دفع الأكاديمي والمؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو إلى اعتبار صمت المجتمع الدولي صادما بشكل خاص لكون عمليات القتل في الغوطة تجري على بعد بضعة كيلومترات من مكاتب الأمم المتحدة في دمشق.

أما فرانس سوار فرأت في هذا التصعيد مقدمة لهجوم بري "فما من شك أن هذه الضربات القوية هي مقدمة لهجوم بري واسع النطاق ضد الغوطة، حيث يعيش ما يقرب من 350 ألف شخص في فقر مدقع"، حسب تعبير الصحيفة.

وبدورها اختارت ميديابرات مقطعا من تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وأعربت فيه عن سخطها إزاء عدد الأطفال الذين سقطوا ضحية للتفجيرات، "ليس هناك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم".

وقد ضمنت اليونيسيف تقريرها سطورا فارغة للتعبير عن عجزها عن وصف ما يحدث في الغوطة الشرقية من أعمال بشعة لتتفق بذلك مع الصحف الفرنسية في العجز عن وجود النعت المناسب لما يحدث.

المصدر : الصحافة الفرنسية