الصدفة تقود لكشف الدور الروسي بانتخابات أميركا

graphics from facebook and twitter designed by russian troll factory
من نشاط وكالة أبحاث الإنترنت الروسية على فيسبوك وتويتر للتأثير في الانتخابات الأميركية (الأوروبية)
لفتت عريضة اتهام من 37 صفحة انتباه الأميركيين لأحد أغرب العناصر في قضية التدخل الروسي المزعوم في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت عام 2016 وأوصلت دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن عريضة الاتهام التي أصدرها الجمعة الماضية المحقق الخاص في القضية روبرت مولر كشفت تورط وكالة أبحاث الإنترنت التي تتخذ من مدينة سان بطرسبورغ في روسيا مقرا لها، وهي شركة مملوكة للدولة تُعنى بنشر مواد تحريضية وأخبار مفبركة يُطلق عليها اصطلاحاً "مزرعة الحسابات الوهمية".

غير أن معظم المعلومات الواردة بعريضة مولر عن محاولات الوكالة هذه للتأثير في الانتخابات الأميركية، سبق نشرها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في تقرير بمجلة تجارية روسية اسمها "آر.بي.سي".

وفي تقريرهما الاستقصائي بعنوان "كيف تسنى لمزرعة الحسابات الوهمية التأثير في الانتخابات الأميركية، قدمت الصحفية بولينا روسياييفا وزميلها أندريه زاخاروف أكمل صورة حتى الآن عن كيفية استخدام قسم الشؤون الأميركية بوكالة أبحاث الإنترنت موقعي فيسبوك وتويتر وأساليب أخرى في إثارة التوتر قبل بدء عملية التصويت عام 2016.

وأعرب الصحفي زاخاروف عن استغرابه من الضجة التي أثارها التقرير الاستقصائي في الولايات المتحدة، الذي لم يكن له "وقع الصاعقة" عند نشره أول مرة في روسيا.

وقال في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" إن بعض الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في التقرير هم من كبار المسؤولين في مزرعة الحسابات الوهمية.

عندما شرعت في هذا التحقيق رأيت أنه ربما كان ضروريا تناول المجموعات الحقيقية وكل الحركة في فيسبوك، ومقارنتها بتلك الجماعات الوهمية التي استعانت بها مزرعة الحسابات الوهمية في نشر التعليقات التحريضية والمفبركة

وردا على سؤال عما إذا كان فريق المحقق مولر اطلع على التقرير كما أوحى بذلك بعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، أجاب زاخاروف باحتمال حدوث ذلك. وقال مستطردا إن بعض من اتصل به من الأميركيين ربما كانوا من موظفي الحكومة الأميركية، لكن لا أحد منهم من فريق مولر.

وأضاف الصحفي الروسي أنه وزميلته عندما قاما في مارس/آذار الماضي بالتحقيق في مزرعة الحسابات الوهمية، كانا يركزان على جانب آخر من الموضوع يتعلق بعملها في إنشاء وسائل إعلام رسمية.

وقال "كتبنا في نهاية الأمر أن مزرعة الحسابات الوهمية كانت تنشط قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وعرضنا بعض الإحصائيات كتلك التي تشير إلى أن التحقيق الاستقصائي جذب 15 مليون إعجاب ومشاركة في أسبوع واحد.. ثم نسينا القصة بعد ذلك".

وتابع "غير أنه لما أعلنت فيسبوك وتويتر مطلع سبتمبر/أيلول أنهما أغلقتا العديد من الحسابات، بدأ (الصحفيون الأميركيون) يكتبون إلينا سائلين عما إذا كنا نعرف المزيد عن تلك الأنشطة".

وأوضح زاخاروف في المقابلة أنه وزميلته لما لمسا الاهتمام الكبير بتقريرهما، قررا عمل تحقيق ثانٍ، "فراجعنا ما كشفناه في مارس/آذار، وحصلنا على مزيد من المعلومات ثم نشرناها".

وقال "عندما شرعت في هذا التحقيق رأيت أنه ربما كان ضروريا تناولُ المجموعات الحقيقية وكل الحركة في فيسبوك، ومقارنتها بتلك الجماعات الوهمية التي استعانت بها مزرعة الحسابات الوهمية في نشر التعليقات التحريضية والمفبركة".

وأنحى زاخاروف باللائمة على الصحفيين الأميركيين لأنهم "كانوا يسعون للحقائق فقط دون تحليلها فعليا"، مشيرا إلى أن الجميع ركزوا اهتمامهم على المجموعات المؤيدة لترمب، وقال "إن ما رأيناه أنهم كانوا يحاولون إشاعة التوتر في المجتمع بالحديث عن مشاكل الناس مع السود والإسلام وغير ذلك".

المصدر : واشنطن بوست