كيف يتصرف الطبيب إذا أصبح مريضا؟

"سكرين شوت" من مجلة ذي أتلانتك الأميركية لصورة أخصائية الجراحة في سرطان الثدي الدكتورة ليزر أوريوردان، فقد عادت إلى عملها بعد أن تشافت من الداء نفسه، فماذا تعلمت بعد أن كانت طبيبة فمريضة فطبيبة. A Breast-Cancer Surgeon Returns to Work After Breast Cancer Liz O’Riordan went from doctor to patient, and back again. Here’s what she learned on the way.
الأخصائية في جراحة سرطان الثدي الدكتورة ليز أوريوردان تعود لمزاولة عملها بعد تشافيها من الداء نفسه (مجلة ذي أتلانتك)
تتحدث مجلة ذي أتلانتك الأميركية على لسان الكاتب إي دي يونغ عن عودة أخصائية في الجراحة  بمجال سرطان الثدي لمزاولة عملها، وذلك بعد أن اكتشفت أنها مصابة بالداء نفسه وخضعت للإجراءات ذاتها التي كانت تجريها للمريضات الأخريات.

تساءل يونغ عن التحديات التي يواجهها الطبيب إذا أصبح مريضا، خاصة أنه يتوجب عليه الاستماع لآراء المختصين الآخرين وللنصائح ذاتها التي كان هو نفسه يسديها لمرضاه.

وقد تحولت الدكتورة ليز أوريوردان التي أصيبت بداء السرطان، من طبيبة إلى مريضة ثم إلى طبيبة مرة أخرى، فما الذي تعلمته؟ خاصة بعدما وجدت نفسها مرة أخرى تحمل المبضع وتحدق بامرأة مريضة بسرطان الثدي تبلغ من العمر 65 عاما.

ورغم أن الطبيبة سبق أن أجرت جراحات الثدي مرات عديدة من قبل لمريضات بالسرطان، فإن هذه المرة كانت مختلفة، إذ إن العملية الجديدة تعتبر الأولى بعد شفائها من المرض ذاته وخضوعها للإجراء نفسه. لكن متى أصيبت الدكتورة ليز أوريوردان بداء سرطان الثدي؟

يقول يونغ إن هذه الطبيبة اكتشفت في يوليو/تموز 2015 كتلة في ثديها، وهي المرة الرابعة في غضون خمس سنوات التي تكتشف فيها مثل هذه الكتلة، بيد أنها لم تكن تشعر بالقلق إزاء الحالات السابقة، وذلك لأنه تبين أنها كانت أوراما حميدة.

لكن هذه المرة كانت مختلفة، فتحت إصرار والدتها، ذهبت الطبيبة وفحصت هذه الكتلة في مستشفى سبق أن كانت تعمل لديه، وحيث لا يزال زوجها يعمل فيه، وهناك قام أخصائي أشعة بفحص ثديها بالموجات فوق الصوتية.

الطبيبة تشخص مرضها
تقول الطبيبة "رأيت الشاشة وأدركت أنه السرطان"، وتضيف أنها بدأت العلاج الكيميائي بعد أسبوع، وأنها مرت بالتجربة نفسها التي كانت تصفها للمريضات الأخريات.

وعودة إلى الكاتب الذي يواصل الحكاية، فيقول إن الأطباء يواجهون تحديات، خاصة عندما يصبحون مرضى، وهي تحديات نادرا ما يكونون مستعدين لها، إذ من الصعب التخلي عن السيطرة والسماح للآخرين بإملاء العلاجات والإجراءات التي كان الطبيب نفسه يصفها لمرضاه.

ويضيف الكاتب أن ليز تحدثت في بعض المنتديات عن تجربتها، لكنها سرعان ما تلقت اتصالات من أشخاص يخبرونها فيها أنهم أطباء وأنهم مصابون بالسرطان، بيد أنهم لا يتحدثون عنه للآخرين.

وانتهى المطاف بأن تشكلت شبكة سرية من 15 طبيبا مصابين بالسرطان، وكانت هذه الطبيبة عضوا فيها، وقد توفي اثنان منهم منذ ذلك الحين.

تشافت الطبيبة من داء سرطان الثدي، وعادت إلى المستشفى الذي كانت تعمل فيه في أبريل/نيسان الماضي لتزاول عملها من جديد مرة أخرى، لكنها كانت قد دوّنت بانتظام عن مرضها مستخدمة اسمها قبل الزواج، ولذلك لم يعرف كثيرون أن الطبيبة هي نفسها المريضة التي كانت تدون كل شيء عن حالتها.

رعاية أكبر
ورغم إبقائها على مسافة مع مرضاها، فهي تعلمت من تجربتها أن تتعامل معهم بمزيد من الرعاية أكثر من أي وقت مضى، حتى إنها صارت تضع قليلا من الشاش تحت اللاصق الذي يوضع على عيون المريضات، وذلك كي لا يؤثر على رموشهن عند إزالته.

وتروي الطبيبة عن ردود الفعل لدى المرضى عندما يبلغهم الطبيب بحالاتهم، مشيرة إلى أن لبعض الناس ردودا مختلفة عند سماعهم الأنباء السيئة العاجلة.

وتختم أوريوردان بالإعراب عن أملها في أن يقوم مزيد من الأطباء بالكتابة والحديث عن خبراتهم عندما يصبحون مرضى.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية