أهداف ابن سلمان لا تتحقق ما دام مستبدا

Saudi Deputy Crown Prince Mohammed bin Salman waves as he meets with Philippine President Rodrigo Duterte in Riyadh, Saudi Arabia, April 11, 2017. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (رويترز)
اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بالأهداف التي يسعى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحقيقها لبلاده، وقالت إنه يطمح إلى تغيير الدولة الإقطاعية الفاسدة إلى اقتصاد سوق على الطريقة الغربية، ولكن لا يمكن له تحقيق مسعاه إذا بقي حاكما مستبدا ولم يتحول إلى حاكم مصلح.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب نيكولاس بيلهام قال فيه إنه عندما أعلن ابن سلمان عن خطة التحول الوطنية الطموحة في 2016، فإنه كان قد وعد بخصخصة أصول الدولة وبتوفير 1.2 مليون وظيفة جديدة في القطاع الخاص وبخفض نسبة البطالة إلى 9% بحلول 2020، وذلك بهدف وقف الاعتماد الكبير للسعودية على النفط.

وأضاف أن ابن سلمان أحرز تقدما في هذا السياق، حيث قلل من العقبات التي تحول دون مشاركة المرأة في سوق العمل، وخفض بعض الدعم والإعانات ورفع الضرائب غير المباشرة، ورفع أسعار الوقود بنسبة 80% اعتبارا من بداية العام الجاري وفرض ضريبة مبيعات بنسبة 5%.

واستدرك الكاتب بالقول إن ابن سلمان بدلا من أن يتخذ تدابير تقشفية، فإنه يبدو مفتونا بمشاريع غرور طموحة، وبتسمين محفظته الشخصية.

وأوضح أن صندوق الاستثمار العام في السعودية يُفترض أن يكون صندوق الثروة السيادية للسعودية، ولكن ابن سلمان الذي يرأس مجلس إدارة هذا الصندوق يديره وكأنه مشروعه الخاص.

ولي العهد السعودي يحضر مؤتمر مبادرة استثمار المستقبل بالرياض يوم 24  أكتوبر/تشرين الأول 2017 (رويترز)
ولي العهد السعودي يحضر مؤتمر مبادرة استثمار المستقبل بالرياض يوم 24  أكتوبر/تشرين الأول 2017 (رويترز)

مدينة نيوم
وأشار الكاتب إلى بعض المشاريع الطموحة التي أعلن عنها ولي العهد السعودي أو اتخذ إجراءات إزاءها، وإلى أن ابن سلمان كشف في مؤتمر دولي النقاب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن مدينة نيوم أو مدينة الروبوتات التي تكلف 500 مليار دولار، حيث كان هذا الصندوق هو المستثمِر الأول في هذه المشاريع.

وأضاف أن قِلة من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين هم من يقدمون على استثمار هباتهم أو ثرواتهم في مشاريع كهذه، حيث تعلّم كثيرون منهم من التجارب المريرة السابقة.

وأشار إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز سبق أن خطط لبناء ست مدن اقتصادية، من بينها مدينة الملك عبد الله الاقتصادية على البحر الأحمر، وأنه رغم أن تكلفتها هي 27 مليار دولار أو نحو 5% فقط من تكلفة إنشاء مدينة نيوم، من المتوقع أن تكون جاهزة فقط في 2035.

وأضاف "ها هم السعوديون اليوم يرون مشاريع أخرى خيالية مكلفة تتزاحم أمام أنظارهم، ولكنها لا تتحقق في المدى المنظور أو أنه لا جدوى منها".

انهيار الدولة
وأشار الكاتب إلى ركود الاقتصاد السعودي بشكل أكثر حدة مما كان متوقعا في الربع الأخير، وإلى انخفاض أو تدهور تفاصيل ومؤشرات أخرى متعلقة بالاقتصاد في البلاد.

وقال إن السعودية لم تعد تضمن الوظائف العامة لأبناء البلاد، وإن مئات الآلاف من الشباب السعودي ينضمون إلى صفوف منتظري دورهم في الوظائف الحكومية، وإن القطاع الخاص غير متطور لدرجة يمكنه فيها تجاوز الركود.

وأشار إلى تزايد ارتفاع الأسعار بسبب انخفاض الدعم والضرائب الجديدة، وسط توقع الاقتصاديين بتزايد عدد السعوديين الذين يعيشون في حالة من العوز والفقر إلى 20%. وأشار أيضا إلى ما يدور بشأن شركة أرامكو النفطية.

وقال إنه يجب على ولي العهد السعودي أن يعمل على إحياء ثقة المستثمرين وأن ينظر في عدد من الضمانات، وأن يفعل دور مكافحة الفساد، وأن يتصف بالشفافية في ما يتعلق بالفساد في أروقة الأسرة الحاكمة.

وأضاف أنه حري بابن سلمان الاستفادة من خبرات كبار الأمراء الذين يتمتعون بعشرات السنين من الخبرات المالية الدولية بدلا من عزلهم، وأن يكون أكثر حذرا إزاء إنفاق المال، ولا سيما في مجال الدفاع والأمن، حيث تشير الوثائق لارتفاع الإنفاق في هذا المجال بنسبة 43% عما كانت عليه حاله في ميزانية 2016.

وأعرب الكاتب عن الأمل في أن تدخل المبالغ التي يحصل عليها ابن سلمان من مكافحة الفساد إلى محظفة الوطن لا إلى حسابه الشخصي.

وأشار إلى أن المؤرخ الكبير ابن خلدون سبق أن حذر أنه إذا لم يتم الإصلاح بعد ثلاثة أجيال أسرية من السلالة الحاكمة، فإن الدولة تسير في مخاطر مرحلة الانهيار.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز