تايمز: بريطانيا تنكرت للمترجمين الأفغان رغم التضحيات

British soldiers carry the dead body of a victim after an attack on a guest house near the Spanish embassy in Kabul, Afghanistan December 12, 2015. Afghan security forces suppressed a suicide attack on a guest house attached to the Spanish embassy in Kabul, killing three Taliban fighters after hours of intermittent gunfire and explosions that lasted into the early hours of Saturday. REUTERS/Mohammad Ismail
جنود بريطانيون يحملون جثمان ضحية عقب هجوم لحركة طالبان على بيت للضيافة قرب السفارة الإسبانية بكابل بأفغانستان نهاية 2015 (رويترز)
قالت صحيفة تايمز البريطانية في افتتاحيتها إن المترجمين الأفغان الذين رافقوا الجيش البريطاني في أفغانستان كانوا يرتدون دروعا حربية واقية ويضعون أقنعة لإخفاء وجوههم رغم ارتفاع درجة الحرارة وذلك خشية تعرضهم للانتقام، لكن بريطانيا تتنكر لهم وتعاملهم معاملة مهينة رغم تضحياتهم.

هؤلاء المترجمون الأفغان الذين عملوا مع الجيش البريطاني أثناء مشاركته الطويلة في الحرب بأفغانستان للفترة من 2001 إلى 2014 كانوا يدركون بشكل واضح من خلال القادة العسكريين أنهم سيحصلون في نهاية المطاف على نوع مختلف من الحماية.

وتعتبر هذه الحماية اعترافا من جانب المملكة المتحدة بتضحيات هؤلاء المترجمين الذين عملوا مع جيشها، وبحقهم في ملاذ آمن ببريطانيا.

جنود بريطانيون يصلون إلى قاعدة قندهار في أفغانستان نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2014(الأوروبية)
جنود بريطانيون يصلون إلى قاعدة قندهار في أفغانستان نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2014(الأوروبية)

معاملة مهينة
واستدركت الصحيفة بأن المملكة المتحدة تعامل هؤلاء المترجمين بشكل مهين، وأنها رفضت السماح لهم بدخول بريطانيا، وأن بعض المترجمين الذين تمكنوا من دخول بريطانيا يواجهون خطر الترحيل من البلاد.

وهكذا تصبح الرسالة واضحة لكل من يفكر في العمل مع القوات المسلحة بمناطق الحروب المستقبلية، وهي أن يتدبر هؤلاء الأشخاص أمرهم دون الاعتماد على وعود بريطانيا، وذلك لأنها لا تفي بها.

وسبق لبريطانيا أن وعدت هؤلاء المترجمين عندما وظفتهم بإمكانية توطينهم في بريطانيا، وذلك شريطة أن يخدموا مع القوات البريطانية بشكل منتظم في ولاية هلمند الأفغانية.

لكن المعايير التي تتخذها بريطانيا بحق هؤلاء المترجمين تعتبر تعسفية، حيث يبدو أن الحكومة البريطانية لا تأخذ في الحسبان إمكانية تعرض هؤلاء المترجمين للمطاردة والانتقام من جانب حركة طالبان أو تنظيم الدولة الإسلامية.

وبينما قدم هؤلاء المترجمون خدمات حقيقية وتعرضوا للمخاطر أثناء المعارك في أفغانستان فإن العشرات من المترجمين الذين عملوا أثناء حرب العراق تعرضوا لعمليات اغتيال انتقامية.

المصدر : الجزيرة + تايمز