لوموند: التحالف الروسي الإيراني التركي الأكثر هشاشة

People and a civil defence personnel carry children at a damaged site after an air strike on rebel-held Idlib city, Syria March 19, 2017. REUTERS/Ammar Abdullah TPX IMAGES OF THE DAY
تركيا تعتبر تصعيد النظام السوري لحملته بسوريا خرقا لاتفاق "مناطق خفض التوتر" (رويترز)

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن التحالف الروسي الإيراني التركي بسوريا أكثر هشاشة اليوم من أي وقت مضى منذ بدء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي على مناطق سيطرة المعارضة في إدلب.

وذكرت مراسلتها بأنقرة ماري جيغو أن الأتراك منزعجون جدا من هذا الهجوم المتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017 على المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة إدلب، الأمر الذي دفع أنقرة لاستدعاء سفيري روسيا وإيران وإبلاغهما برغبة تركيا في ممارسة حكومتي البلدين ضغوطا على النظام السوري لوقف عملياته العسكرية في إدلب، التي هي إحدى مناطق خفض التوتر الأربع المتفق عليها خلال محادثات أستانا (كزاخستان) في ربيع العام الماضي.

وتقع هذه المنطقة، التي يقطنها قرابة 2.5 مليون شخص، تحت سيطرة مجموعات متعددة من المعارضة المسلحة، وقد تمكن جيش النظام، بدعم عسكري قوي من حلفائه الروس والإيرانيين، من أن يسيطر على مئات القرى التابعة لمحافظة إدلب، وهو يسعى اليوم للسيطرة على الطريق الرابط بين دمشق وحلب، وكذلك قاعدة أبو الظهور.

وأدت هذه العمليات العسكرية لفرار آلاف المدنيين إلى الطرق القريبة من الحدود التركية، إلا أن تركيا التي تستضيف حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري ترفض استقبال أي تدفق جديد للاجئين إلى أراضيها، علما أن حدودها مغلقة بشكل محكم.

وقد استنكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذه العمليات، متهما قوات النظام باستهداف المسلحين المعتدلين بذريعة مواجهة جبهة النصرة، وهو ما قال إنه "يمكن أن يؤدي إلى تخريب عملية التسوية السياسية للصراع".

قمة سوتشي
ومن المقرر عقد قمة يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني الحالي بمنتجع سوتشي الروسي على شواطئ البحر الأسود، يشارك فيها النظام السوري ورعاته الروس والإيرانيون، إضافة إلى تركيا والمعارضة السورية، وذلك بغية وضع حد لهذا الصراع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 340 ألف شخص منذ العام 2011.

غير أن هذا الاجتماع يأتي في وقت يبدو فيه الحلف الروسي الإيراني التركي أكثر هشاشة من أي وقت مضى، إذ إن تركيا تعتبر هذا الهجوم خرقا لاتفاق "مناطق خفض التوتر"، بينما نفد صبر الروس خصوصا بعد أن استهدفت طائرات مسيرة قاعدتيها في حميميم وطرطوس.

وقد اعترفت وزارة الدفاع الروسية بهذه الهجمات، ورجحت أنها لم تكن لتتم لولا "مساعدة من دولة أجنبية"، نظرا لتطور المعدات المستخدمة فيها. ووفقا لصحيفة ريد ستار اليومية، يعتقد أن الطائرات من دون طيار غادرت جنوب غرب إدلب في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة كومرسانت الروسية أن سبع طائرات روسية دمرت في حميميم نتيجة الهجوم، وهو ما نفته قيادة الأركان الروسية.

المصدر : لوموند