عقيدة ترمب.. التردد بين "الخير" والنفعية

U.S. President Donald Trump returns to his seat after delivering his address to the United Nations General Assembly in New York, U.S., September 19, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque
ترمب في الأمم المتحدة (رويترز)

قالت الكاتبة الأميركية مولي كينيري إن عقيدة دونالد ترمب في السياسة الخارجية تقوم على أن أميركا قوة عظمى، وأنها قابلة لعمل الخير للعالم، لكنه قومي متعصب في الوقت نفسه، الأمر الذي يجعل هذا "الخير" محكوما بما يمكن أن تحصل عليه أميركا من مصلحة من أي عمل تنفذه في الخارج.

وأوضحت كينيري في مقال لها بصحيفة صنداي تلغراف أنها تحاول اكتشاف ما يحدد عقيدة ترمب في السياسة الخارجية رغم التغيّر الظاهري لمواقفه وتأرجحها المستمر من جهة لأخرى.

وأضافت أنه ورغم تحديدها هذه العقيدة، ستظل الكيفية التي يحلل بها ترمب حسابات الربح والخسارة غير واضحة، لكن بإمكاننا الاستنتاج مما لا يفعله ترمب (ميانمار آخر الأمثلة على عدم الفعل) الأمر الذي يعني في عقيدته -على الأقل- أنه لا يرغب في المخاطرة بأرواح الأميركيين.

توتر دائم
وقالت إن الجمع بين الرغبة في رؤية أميركا قوة عظمى، وعدم الرغبة في تقديم الأميركيين أرواحهم لتحقيق تلك الرغبة ينطوي على توتر دائم.

وقد رأى الناس -وفقا للكاتبة- عرضا لهذا التوتر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حيث سعى ترمب لإبعاد نفسه من الأمم المتحدة كما دعا في الوقت نفسه لإصلاحها.

ومضت تقول إن من ركزوا اهتمامهم فقط على شتائم ترمب للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيفوت عليهم تبيّن ما هو جوهري في خطابه.

فقد تحدث الرئيس الأميركي داعما للتعاون الدولي، وداعيا لتحالف قوي بين الدول التي تتمتع بسياسات خارجية متقاربة للعمل معا لحل أكثر مشاكل العالم الضاغطة، وأشاد ببرامج الأمم المتحدة التي تعمل للقضاء على أمراض الإيدز والملاريا وغيرهما، كما أشاد بالصندوق العالمي للقضاء على العبودية الحديثة.

السيادة الوطنية
لكنه فعل ذلك -تقول كينيري- من موقف محدد ينطلق من فهمه أن هذه القضايا العالمية هي التخصص المناسب للمؤسسات الدولية متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وأن الدول الوطنية يجب أن تُترك، كلما كان ذلك ممكنا، لحل مشاكلها الخاصة، ودافع بقوة عن حقوق السيادة الوطنية.

هذه هي الطريقة التي يجب أن نفهم بها خطاب ترمب حول كوريا الشمالية، على سبيل المثال. ففي الوقت الذي لم يخل فيه هذا الخطاب من ترديد ما هو سائد مثل أن نظام بيونغ يانغ يشكل أكبر تهديد للأمن العالمي اليوم، وأن كيم جونغ أون هو أكبر معوّق لتطوّر كوريا الشمالية، فإننا نفهم بالنظر عبر عقيدة ترمب في السيادة والقوة أن استمرار كوريا الشمالية في إطلاق صواريخها لا يهدف لأن يكون ورقة للمساومة في حوار حول العقوبات الدولية، بل يبدو استفزازا مباشرا يهدف إلى تخويف الشعب الأميركي. 

المصدر : تلغراف