علاقة ابن سلمان وابن زايد تعيد تشكيل المنطقة

كومبو محمد بن زايد ومحمد بن سلمان
رحلة تخييم وثقت علاقة ابن سلمان وابن زايد (الأوروبية)

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريرا ذكرت فيه أن العلاقة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد -التي بدأت قبل عام ونصف العام برحلة تخييم وصيد في صحراء السعودية– لها تأثير كبير على المنطقة وعلى الولايات المتحدة.

وقال التقرير إن ابن سلمان وابن زايد لم يكونا -قبل قضائهما ليلة كاملة من التخييم والصيد بالصقور في صحراء السعودية الواسعة وبرفقتهما قليل من أفراد الحاشية وصقور مدربة جيدا- على معرفة ببعضهما إلا في حدود دنيا.

وشبهّت الصحيفة رحلة التخييم بالجولات الرئاسية بملاعب الغولف التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من وقت لآخر، وقالت إنها كانت نقطة التحوّل إلى علاقة "الصداقة المزدهرة" بينهما.

التحولات بالسعودية
وعزت الصحيفة التحولات بالسياسة الداخلية بالسعودية وعلاقاتها الخارجية خاصة بدولة قطر إلى العلاقة بين الرجلين، وقالت إن السعودية "شديدة المحافظة" تقوم حاليا بتغيير سياساتها لتقترب من السياسات "الأكثر ليبرالية" لدولة الإمارات بالمجال الاجتماعي والأكثر تنويعا بالمجال الاقتصادي.

وأضافت أن علاقة ابن زايد بابن سلمان تلعب دورا مركزيا في التحوّل السعودي، مشيرة إلى أن القيادة السعودية تقوم حاليا باتخاذ خطوات "أكثر جرأة" لكبح "التطرف الديني" بالداخل والخارج.

ونسبت إلى المستشار الخبير بشؤون الخليج بكلية كنغز في لندن أندرياس كريغ قوله إن ابن زايد وابن سلمان هما اللذان خلقا الأزمة مع قطر، وإنه وحتى قبل فترة قصيرة كانت علاقة ابن سلمان جيدة بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "لكن ولأن دولة الإمارات ودولة قطر على تباين كامل" كان على ابن سلمان أن يختار إحدى الدولتين.

اجتماع سابق لوزراء خارجية دول حصار قطر
اجتماع سابق لوزراء خارجية دول حصار قطر

التعامل مع قطر
ونسبت الصحيفة إلى مصادر عديدة مقربة من البلاط الملكي بالسعودية قولها إن قيادة السعودية منقسمة حول كيفية التعامل مع قطر، مضيفة أن المسؤولين السعوديين والإماراتيين يقولون إن القرار حول الدوحة تتخذه الدولتان معا.

وقالت إن حصار قطر جعل واشنطن لاعبا رئيسيا في مساعي فض النزاع نظرا إلى وجود قاعدة عسكرية لها بقطر تُعتبر الأكبر بالشرق الأوسط، وتستخدمها المقاتلات التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

ومضت الصحيفة تقول إن الإمارات ترى أن سعودية "معتدلة" ومستقرة تمثل أولوية قصوى لأبو ظبي نظرا إلى أن المملكة مهد الإسلام.

الجذب للإسلام
ونسبت إلى مسؤول إماراتي كبير قوله إن السعودية ومصر هما مركزا الجذب للإسلام، وإذا لم تكونا معتدلتين فإن "الأفكار المتطرفة" ستختطف الإسلام و"لحماية الإسلام لابد من نجاح السعودية ومصر".

كذلك ترى قيادة أبو ظبي أن ابن سلمان هو أفضل الشخصيات التي يمكن المراهنة عليها لاستقرار الوضع بالسعودية، وقد بذلت الإمارات جهودا كبيرة لإقناع واشنطن بالوقوف وراءه.

وتطرقت الصحيفة إلى ما أسمته سعي ابن سلمان لإصلاح الاقتصاد السعودي وإنهاء اعتماده على النفط و"انفتاح" المجتمع السعودي، ونظرته للإمارات كدليل في قضايا تتراوح بين كيفية تطوير صناعة دفاعية وطنية إلى إصلاح صندوق ثروتها السيادية، ورغبته حاليا في تطوير النشاط السياحي بالبلاد.

المصدر : وول ستريت جورنال