ناشونال إنترست: الوفاق بالخليج في مصلحة الجميع

Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman meets with Iraqi Shi'ite leader Muqtada al-Sadr in Jeddah, Saudi Arabia July 30, 2017. Bandar Algaloud/Courtesy of Saudi Royal Court/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التقى قيادات عراقية شيعية بجدة الشهر الماضي(رويترز)
تناولت مجلة ناشونال إنترست التنافس الإقليمي في الخليج، وخاصة بين السعودية وإيران، وقالت إن الوفاق يعتبر في مصلحة الجميع، وانتقدت سياسة الرئيس دونالد ترمب في المنطقة.

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب بول بيلار قال فيه إن الأنظمة المتنافسة على المستوى الإقليمي في الخليج ما انفكت تعلن أن الطرف الخصم يشكل تهديدا لها، وأنها تتوق للحصول على دعم الولايات المتحدة للوقوف معها ضد خصمها.

وأضاف أن هذه الأنظمة المتنافسة تدرك أن العداء والتوتر اللذين لا ينتهيان لا يخدمان مصالحها الخاصة، وأنها تدرك أيضا أن لكل نزاع طرفين، وأن التسوية والوفاق يعتبران ضروريين من أجل منع تصاعد الصراع، وأن السلام في المنطقة يعتبر أفضل من الحرب.

وأوضح أن هذا الحال ينطبق على السعودية وإيران، وقال إن علاقات السعودية بالولايات المتحدة ظلت تشكل أهمية للطرفين منذ اللقاء الذي جمع بين عبد العزيز آل سعود والرئيس الأميركي الأسبق فرانكلين روزفلت أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك رغم عدم وجود اتفاقية أمنية مشتركة.

واستدرك الكاتب بأن التطرف السني -الذي أصبح الشغل الشاغل بالنسبة للولايات المتحدة منذ الحرب الباردة– تمثل أكثر ما يكون في السعودية التي أصبحت جزءا من المشكلة أكثر من أن تكون جزءا من الحل.

‪الرئيس الأميركي دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض‬  (الأوروبية)
‪الرئيس الأميركي دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض‬ (الأوروبية)

رقصة ترمب
لكن الكاتب قال إنه يبدو أن الأمر قد اختلف الآن، وخاصة في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية ومشاركته في رقصة السيف بالرياض، ما دلل على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب السعودية ضد منافستها الإقليمية المتمثلة في إيران.

ويعود الكاتب ليقول إن تخفيف حدة التوتر في هذا التنافس بين السعودية وإيران يعتبر في مصلحة الطرفين، وأشار إلى أن البلدين يعتمدان على التجارة المستمرة للنفط دون انقطاع بسبب أي نزاع مسلح موجود أو محتمل.

وقال إن كلا من السعودية وإيران تعانيان جراء وجود أقليات تحظى بتأييد وتعاطف من الطرف المنافس.
وأضاف أنه بالنسبة للسعودية فهذا يعني الشيعة في المنطقة الشرقية، وأما في إيران، فهذا لا يعني العرب فحسب، بل يعني أقليات عرقية وإثنية أخرى، من بينها تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول إثارة المتاعب في المنطقة.

سياسة عدوانية
وأضاف الكاتب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد ربط صعوده بسياسة خارجية سعودية عدوانية تسعى إلى الهيمنة الإقليمية على الدول الأخرى في المنطقة ومن بينها إيران.

لكن النكسات المرتبطة بهذه السياسة جعلته يفكر في تصحيح المسار، حيث يبدو أنه يسعى للخروج من التدخل العسكري المكلف في الحرب السعودية على اليمن.

وقال الكاتب إنه ليس من المستغرب إذن أن نسمع تقارير عن عزمه وسعيه النشط لتحسين العلاقات مع إيران، وإلى كونه يتطلع إلى العراق للقيام بدور الوساطة المفيد في هذا المسعى. وأضاف أن الرياض اتخذت خطوات عدة لتحسين علاقاتها ببغداد أيضا.

وقال إن هذه السياسة السعودية تجعل من عداء ترمب المتزايد تجاه إيران يؤدي إلى عزلة الولايات المتحدة نفسها.

وأضاف أن ترمب ربما كان يرقص بالسيف على اللحن السعودي كي يثبت وقوف بلاده إلى جانب السعودية، لكن السياسة الناتجة عن إدارة ترمب لا تصب لا في مصلحة السعودية ولا في مصلحة غيرها من أعضاء مجلس التعاون الخليجي.

وقال إن الأهم من هذا بالنسبة للأميركيين أن سياسة ترمب هذه لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة نفسها، التي تتقاسم مع دول الخليج وإيران مصالح مشتركة تتمثل بالتجارة السلمية والتنافس على النفوذ بدلا من الحرب والمواجهة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية