القبائل العراقية تواجه مسيئي استخدام فيسبوك

The logo of the social network Facebook is seen on a beach during the Cannes Lions Festival in Cannes, France, June 21, 2017. REUTERS/Eric Gaillard
شعار وسيلة التواصل الاجتماعي فيسبوك (رويترز)
كشفت مجلة "ذي ديلي بيست" الأميركية عن أن فيسبوك يثير خلافات على المستوى العشائري في العراق، وقالت إن هذه القبائل تشن حربا على المسيئين للآخرين من خلال هذه الوسيلة، وإن بعض التعليقات المسيئة قد تتسبب في عقوبة صاحبها بدفع غرامات كبيرة، وقد تتطور إلى نزاعات قبلية مسلحة.

وقالت المجلة -من خلال مقال للكاتب محمد الزيدي- إن والد أحد الشباب العراقيين في جنوبي البلاد اضطر لدفع ما قيمته عشرة ملايين دينار عراقي (نحو 8400 دولار) كجزء من تسوية عشائرية.

وأوضحت أن المشكلة تتمثل في أن هذا الشاب كتب تعليقا في إحدى صفحات فيسبوك اعتبر في حينها أنه يمثل إساءة أو نيلا من إحدى العائلات التي تقطن على مقربة من منزله.

وأضافت أن هذه لا تعد الحادثة الأولى التي تقوم عشائر في جنوبي البلاد بمعاقبة مرتكبيها، خاصة بعد أن تطورت بعض هذه الحوادث إلى نزاعات مسلحة قضى فيها أبرياء.

‪وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر على نطاق واسع في العالم‬  (رويترز)
‪وسائل التواصل الاجتماعي تنتشر على نطاق واسع في العالم‬ (رويترز)

إدانة صاحب التعليق
وأوضحت المجلة أن التعليق الذي كتبه هذا الشاب يتلخص في قوله "يرحم الله أيام الكلية وسوالف أيام زمان"، وذلك ضمن موضوع نشره أحد أصدقائه على صفحته الشخصية يُظهر فيه نيته للتقدم لخطبة إحدى فتيات الحي الذي كان يقطنه هذان الصديقان.

ولكن هذا الشاب الخاطب سرعان ما أوصل هذا التعليق إلى والد الفتاة، الأمر الذي تطور إلى إدانة كاتب التعليق ووالده.

وأضافت أن والد المراهق اعترف بالخطأ الذي ارتكبه ولده، وأنه استعد بالخضوع للعقوبة العشائرية، الأمر الذي اضطره إلى بيع سيارته الشخصية للإيفاء بالمبلغ المطلوب الذي ألزمته العشيرة بدفعه.

وأشارت المجلة إلى أن اتفاقا أبرمته عشائر في جنوبي العراق يتضمن إلزام من يتورط في كتابة أي "تعليق غير مقبول اجتماعيا" بعقوبة مالية تصل إلى عشرين مليون دينار عراقي (نحو 16 ألف دولار) في حال التحرش على شبكة الإنترنت، على سبيل المثال.

وأضافت أن إحدى الحالات تضمنت فرض غرامة قدرها خمسة ملايين دينار عراقي (نحو 4200 دولار)، وذلك لمجرد وضع إشارة إعجاب على موضوع استهدف النيل من أناس بأسمائهم الشخصية.

وتحدثت المجلة بإسهاب عن تفاصيل أخرى تتعلق بفرض عقوبات عشائرية على قضايا تتعلق بالتحرش أو انتحال الشخصية أو انتهاك الخصوصية، أو الاتهامات غير العادلة، أو غيرها من القضايا المتعلقة باستخدام فيسبوك، وأشارت إلى دور هذه الممارسات العشائرية في إخماد الكثير من الخلافات التي قد تتطور إلى نزاعات مسلحة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية