مخاوف إسرائيلية من استلهام "صلاح الدين"
سيطرت الهبة الفلسطينية للدفاع عن الأقصى على اهتمامات الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، وأجمعت غالبية آراء الكتاب الإسرائيليين على التحذير من حضور البعد الديني في الصراع واستنهاض حماس للشباب الفلسطينيين انطلاقا من السيرة الإسلامية.
وفي مقال لها بصحيفة هآرتس، قالت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون الفلسطينية عميره هاس إن الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى زادت من استحضار نموذج صلاح الدين لدى الفلسطينيين، حتى إن أحدهم شبه منفذ عملية مستوطنة حلميش قرب رام الله بالضفة الغربية به.
ونقلت عن أحد الخطباء الفلسطينيين القول "لولا أن السلطة الفلسطينية متعاونة مع إسرائيل لما كانت يد اليهود هي العليا"، متسائلا: هل يعقل أن جميع الجيوش الإسلامية لا يخرج منها حتى الآن صلاح الدين؟
وقالت إن الخطيب الفلسطيني حذر من أنه سيأتي اليوم الذي تحضر فيه الجيوش من جاكرتا وإسطنبول والقاهرة لتحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.
وأضافت هاس أنه رغم أن الضفة الغربية لا تشهد تحريضا على استخدام السلاح ضد المحتل الإسرائيلي بسبب السلطة الفلسطينية هناك، فإن الإيمان قوي بأنه سيأتي اليوم الذي يتجند فيه العالم الإسلامي ويقوم بإسقاط الصليبيين واليهود، تزامنا مع زيادة شعارات "جيش محمد سيعود".
وخلصت إلى القول إن المسجد الأقصى نجح في خلق المقاومة الشعبية ضد إسرائيل وإشعال تأييد الجموع الفلسطينية التي لا يمكنها الوصول إليه، وقد ظهرت قوة الإيمان الديني بسبب ما يرون أنه اعتداء إسرائيلي على الأماكن المقدسة، ولأن المسجد الأقصى لجميع المسلمين فإن هذا الأمر له تأثير كبير.
وفي موقع "إن آر جي" رجح المراسل العسكري يوحاي عوفر وقوع موجة عنيفة من الهجمات المسلحة الفلسطينية المستندة لمنطلقات دينية ضد إسرائيل.
وقال إن المحرك الحقيقي لتلك الهجمات سيكون المسجد الأقصى بعكس عمليات سابقة، مما يجعل إسرائيل تتحضر لمرحلة جديدة من هذا التطور في شكل الصراع وطبيعته مع الفلسطينيين.
وأضاف أن الخطب الدينية التي يلقيها العلماء المسلمون في المساجد، وما يتم تناقله عبر شبكات التواصل الاجتماعي يعطي الشبان الفلسطينيين دافعية دينية وعقائدية بالذهاب لتنفيذ عمليات نوعية بدوافع دينية صرفة، خاصة وأن منفذ العملية الأخيرة في مستوطنة حلميش وجد في حقيبته مصحف.
وغير بعيد عن الآراء السابقة، قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية بموقع "أن آر جي" آساف غيبور إن الصراع القائم في المسجد الأقصى لا يدور حول البوابات الإلكترونية، بل هي حرب دينية، لأن النقاش الدائر بين الفلسطينيين والعرب أدخل عناصر جديدة لهذا الصراع، بينهم شبان صغار أرادوا التحول إلى شهداء من خلال قتل اليهود.
ويرى غيبور أن المصطلح الجديد الذي دخل على خط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو الأمة الإسلامية، وباتت تستخدمه حركة حماس الفلسطينية والحركة الإسلامية داخل إسرائيل وأعضاء الكنيست العرب، مما يعني توحد هذه الأمة جميعها ضد إسرائيل.