تزايد الكراهية ضد مسلمي أميركا بعهد ترمب

FILE PHOTO - Young Muslims protest against U.S. Republican presidential candidate Donald Trump before being escorted out during a campaign rally in the Kansas Republican Caucus at the Century II Convention and Entertainment Center in Wichita, Kansas March 5, 2016. REUTERS/Dave Kaup/File Photo
مسلمات أثناء مظاهرة في مدينة ويتشيتا بولاية كنساس احتجاجا على ترشح دونالد ترمب للرئاسة (رويترز)
تناولت صحف أميركية ظاهرة الكراهية ضد المسلمين أو الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، وقال بعضها إن الاعتداءات على مسلمي أميركا ليست من طبيعة الأميركيين، لكنها في تزايد في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب المسلم خيزر خان -وهو عضو المنظمة اللبيرالية المسماة بالشعب من أجل الطريقة الأميركية وهو والد الضابط الذي قضى في العراق– أشار فيه إلى أن أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة شهدت الشهر الماضي عشرات المسيرات المناهضة للشريعة الإسلامية.

وأضاف الكاتب أن منظمي هذه المسيرات يقولون إنها ليست موجهة ضد المسلمين بحد ذاتهم، لكنه استدرك بأنه ليس هناك من شك في أن حملات تصوير الشريعة الإسلامية على أنها تشكل تهديدا للدستور الأميركي، وتمرير قوانين مناهضة لهذه الشريعة على المستوى الحكومي، إنما تهدف إلى وصف مسلمي أميركا بأنهم ليسوا أميركيين.

وقال إن هناك عواقب وخيمة لهذه الحملات، التي تقوم بها منظمة "آكت فور أميركا" الموصوفة بأنها متطرفة ومناوئة للمسلمين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مراسم التنصيب مطلع العام الجاري (الأوروبية)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء مراسم التنصيب مطلع العام الجاري (الأوروبية)

عهد ترمب
وأشار الكاتب إلى أن هذه الحملات انطلقت بعد فترة وجيزة من الحادثة المروعة التي شهدتها بورتلاند بولاية أوريغون الأميركية، حيث قام شاب قومي أبيض بطعن ثلاثة رجال على متن قطار في المدينة، وذلك بعد أن حاولوا منعه من إهانة فتاتين مسلمتين وتوجيه شتائم عنصرية لهما.

وأضاف أن اثنين منهم لقيا حتفهما في هذه الحادثة، وهما الجندي في الجيش الأميركي ريكي بيست (53 عاما) والشاب الجامعي المتخرج حديثا تاليسين ميردين نامكاي ميشي (23 عاما).


وقال خان إن مما يضاعف من حزننا وأسفنا جراء هذه الأحداث هو معرفتنا أنها تجري على نطاق أوسع منذ انتخاب الرئيس دونالد ترمب، حيث يتزايد التحرش والتخويف والعنف البدني ضد المسلمين أو ضد من يُعتقد خطأ أنهم مسلمون، وضد غيرهم من الأقليات الدينية والإثنية الأخرى.

وقال إن بعض جرائم الكراهية ضد المسملين تعود بجذورها إلى الماضي في الولايات المتحدة، لكنها تزايدت بشكل كبير وواضح منذ تولي ترمب زمام الأمور.

وقال إن تقارير تعود لمركز قانون الفقر الجنوبي -وهو منظمة غير ربحية تقوم بجمع المعلومات عن جماعات الكراهية والمتطرفين- تشير إلى أن العشرة الأيام الأولى لفوز ترمب شهدت 867 حادثة من المضايقات والترهيب.

وأضافت التقارير أن عدد مجموعات الكراهية المناهضة للمسلمين في الولايات المتحدة ارتفع من 34 مجموعة في 2015 إلى 101 مجموعة في 2016، بينما أفاد مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) بتزايد الحوادث المناهضة للمسملين بنسبة 57% في العام ذاته.

وتحدث الكاتب بإسهاب عن المزيد من الحوادث وجرائم الكراهية التي اقترفت بحق مسلمين أو أفراد من أقليات دينية أو إثنية أخرى في الولايات المتحدة.

من جانبها نشرت مجلة نيوزويك مقالا للكاتب بريان ليفين تحدث فيه عن الشأن ذاته، وقال إن التزايد في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة يعكس أقوال وتصريحات السياسيين على الأرض.

وأشار الكاتب إلى تزايد معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين في فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وقال إن تقارير لمكتب التحقيقات الفدرالي تكشف أنها ارتفعت إلى 481 في 2001 بعد أن كانت في حدود 28 جريمة في العام الذي سبقه.

وقال إن الصور النمطية السلبية المسيئة للمسلمين تنتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وأضاف أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة أدت أيضا إلى تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين في البلاد.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية