تحديات تواجه العراق بعد تحرير الموصل؟

Iraqi soldiers celebrate in central Mosul, northern Iraq, 10 July 2017.
جنود عراقيون يحتفلون وسط الموصل بتحرير المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (الأوروبية)

أوجزت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها اليوم الخميس، التحديات التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بعد نجاح قواته في استعادة مدينة الموصل شمالي البلاد من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سعى طوال ثلاث سنوات لإقامة "دولة الخلافة".

وقالت الصحيفة إن الاحتفالات باسترداد المدينة يجب أن تكون قصيرة، لما ينتظر العراق ودول الجوار والولايات المتحدة من عمل جبار لإرساء الاستقرار في العراق وسوريا، بالتزامن مع التصدي لفكر تنظيم الدولة "الخبيث".

وشددت على أن التحدي الطويل الأجل الذي ينتظر الجميع يتمثل في التصدي للعوامل المعقدة التي خلقت الظروف الملائمة للتنظيم لكي ينتعش، ومن بينها الخلافات بين الشيعة والسنة والفساد وإخفاق الحكومة العراقية في تلبية احتياجات مواطنيها الاقتصادية والأمنية.

وفي الموصل ثمة جيوب للمقاومة وتهديدات من خلايا تنظيم الدولة النائمة والانتحاريين والمنازل المفخخة، كما أن سكانها يعانون من صدمات نفسية وآثار عنف جنسي وبدني ظلوا يتعرضون له طوال السنوات الثلاث الماضية.

وتساءلت الصحيفة الأميركية قائلة: ماذا بعد تحرير الموصل؟ وأضافت أن إدارة الرئيس دونالد ترمب فشلت في وضع إستراتيجية شاملة للتعامل مع مسألة إعادة إعمار ما دمرته الحرب في الموصل، بالإضافة إلى التحديات الأخرى.

والسؤال الذي يظل دون إجابة هو: كيف يتسنى لحكومة عراقية يقودها الشيعة أن تضمن الأمن "للأقلية السنية" وتدمجها في العملية السياسية؟

وهناك التوترات بين الأكراد والعراقيين في شمالي البلاد التي يتعين ضبطها تماما، مثلما ينبغي تدبر أمر الطموحات الكردية للاستقلال بإقليم كردستان.

ومن الأهمية بمكان أيضا الحيلولة بين إيران وتوسيع نفوذها في العراق وسوريا.

ومعضلة أخرى تواجه بغداد هي: ما الذي يجب فعله إزاء مقاتلي تنظيم الدولة الذين ذابوا في المجتمعات المحلية تحينا لفرصة لجمع صفوفهم مرة أخرى، ليس في الشرق الأوسط فقط بل في مناطق بعيدة من العالم.

ثم لا بد من بذل جهود على المستوى المحلي لإقناع الشباب بعدم الانضمام إلى الجماعات المتشددة التي تستغل الإسلام لتحقيق مآرب عن طريق العنف.

وختمت نيويورك تايمز افتتاحيتها بالقول إن العراق فرّط في فرصة إعادة صياغة الدولة بما يضمن استقرارها ويكفل تعدديتها، وإن عليه الآن أن يغتنم الفرصة الثانية في وقت يبقى فيه تنظيم الدولة مطاردا.

المصدر : نيويورك تايمز