مزارع فلسطيني ينصر قطر بكليته

 عاطف دغلس-رام الله

لم يملك أغلى منه ليقدمه، جسده أو قطعة منه، الأمر سيان بالنسبة للفلسطيني عايد برناط (أبو عبد الرحمن) ما دامت قطر أو أي من أهلها هم المستفيدين منه.
 
ففي خطوة هي الأولى من نوعها فلسطينيا، أعلن برناط التبرع بكليته وكلية زوجته لأي مواطن قطري يحتاجها، تعاطفا ونصرة لدولة قطر في ظل ما تعانيه من حصار مجحف بحق بلد قدم الكثير لشعبة العربي والإنسانية جمعاء، حسب قوله.
 
في بيته المتواضع ببلدة بلعين غرب مدينة رام الله بالضفة الغربية، كان برناط -حين وصلنا عنده- قد أنهى للتو خط شعارات تضامنية مثل "عاشت قطر" و"كلنا قطر" على يافطات كرتونية، كخطوة أولى للترويج لمبادرته الإنسانية.
 
يقول برناط للجزيرة نت "أعلنت مبادرتي منذ اللحظة الأولى للحصار الظالم وشرعت بالاتصال بالجهات القطرية المعنية لتحقيق ذلك، وأنا على تواصل معهم".
 
دعم الفقراء
وأضاف بينما كان يهم للذهاب إلى رام الله لشراء أعلام قطرية وفلسطينية، أن "هذا أقل ما يمكنه تقديمه حبا في بلد عربي لم يسقط من أجندته يوما دعم الفقراء والمظلومين".
عايد برناط خط بيديه عبارات داعمة لقطر على يافطات كرتونية (الجزيرة)
عايد برناط خط بيديه عبارات داعمة لقطر على يافطات كرتونية (الجزيرة)

بطبعه يكره برناط  الذي يعمل مزارعا بسيطا ويعيل ثلاثة من الأطفال الحصار والذل، كان ذلك واضحا حين مزَّق تصريحا إسرائيليا يمكنه من العمل داخل فلسطين المحتلة "رفضا للإذلال اليومي عند حواجز الاحتلال دخولا وخروجا" كما يقول.

ويتساءل برناط (40 عاما): كيف يمكن لعربي أن يحاصر أخاه ويمنعه حتى من الأواصر الاجتماعية، لكنه أجاب بنفسه بقوله إن "هذا لم يكن ليحدث لولا شعور الدول المحاصِرة بعقدة العجز حيال ما تقدمه قطر لنصرة الشعوب وترنح المحاصِرين عند أقدام الغرب".

مبادرات أخرى
ولم يكن الرأي بالتبرع للرجل وحده، فقد اتخذ القرار مع زوجته سلام (30 عاما) سويا، كونها ستتبرع هي الأخرى. وتقول سلام إنها "تريد مساندة قطر بأي شكل، وتدرك تماما ماذا يعني التبرع بالكلية" مؤكدة أن "الإنسان يمكنه العيش بكلية واحدة وأن الفرحة تكتمل بإسعادهم الآخرين".

 قرية بلعين بقضاء رام الله التي عرفت بمقاومتها الشعبية منذ 12 عاما (الجزيرة)
 قرية بلعين بقضاء رام الله التي عرفت بمقاومتها الشعبية منذ 12 عاما (الجزيرة)

وليس للعائلة أي هدف سوى "التضامن" مع قطر التي وقفت لجانب الفلسطينيين دوما خاصة في قطاع غزة، حسب الزوجة سلام، وتقول إن هذا ليس غريبا على الفلسطينيين ولا سيما قرية بلعين التي انطلقت منها شرارة المقاومة الشعبية للاحتلال قبل 12 عاما.

ورغم ضيق ذات اليد ورقة حال عائلة برناط، لم يبخل بأن يقدم منزله أيضا ليكون مقرا لـقناة الجزيرة إن أغلق الاحتلال مكاتبها بالقدس المحتلة، كما يعكف على تغيير اسم نجله أحمد إلى تميم تيمنا بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

فعاليات على الأرض
وإن كان الموقف الرسمي قد غاب عن دعم قطر أو التنديد بحصارها، فإنه لم يكن خافيا مدى الانزعاج الشعبي الفلسطيني من ذلك وتضامن كثيرين عبر صفحات التواصل الاجتماعي مع قطر.

ورغم أنه لم تنظم فعاليات بالضفة الغربية تضامنا مع قطر، فقد ضجت مدينة غزة بالعديد من مسيرات المؤازرة والتضامن منذ اليوم الأول للحصار حتى الآن.

عايد برناط وزوجته وأحد أطفاله (الجزيرة)
عايد برناط وزوجته وأحد أطفاله (الجزيرة)

ويقول ريان منصور مدير المشاريع بجمعية "ربى الخير" القطرية إنهم أطلقوا أكثر من آلية للتضامن مع قطر، حيث بدؤوا بحملات ضخمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم والتي يتابعها عشرات الآلاف.

واحتوت الحملة على منشورات تضامن ومقاطع فيديو سجلت من داخل المسجد الأقصى نصرة لقطر ومقاطع أخرى لمقابلات مع أئمة وشيوخ فلسطينيين يدعون لفك الحصار.

كما نظموا كذلك وقفات عديدة داخل القطاع شارك بها آلاف المنتفعين من الدعم القطري ولا سيما الأيتام ومواطنون آخرون رفضوا الحصار والمقاطعة لدولة لها بصمات الخير بكل مكان.

ويقول ريان للجزيرة نت إن قطر أحدثت "ثورة" بدعمها لغزة على كافة المستويات الخدماتية والصحية والتعليمية، "وهو ما لم تقدمه الدول التي تحاصرها".

المصدر : الجزيرة