انسحاب ترمب من اتفاق باريس في الصحف البريطانية

U.S. President Donald Trump refers to amounts of temperature change as he announces his decision that the United States will withdraw from the landmark Paris Climate Agreement in the Rose Garden of the White House in Washington, U.S., June 1, 2017. REUTERS/Joshua Roberts
ترمب يشير إلى صغر التغيّر في الحرارة وهو يعلن أمس انسحاب بلاده من معاهدة باريس للمناخ (رويترز)

اختلفت آراء الصحف البريطانية بافتتاحياتها ومقالاتها وتحليلاتها بشأن انسحاب أميركا من معاهدة باريس للمناخ. وما يلفت الانتباه أنها كلها أظهرت موقفا حادا في تأييدها أو معارضتها لهذا الانسحاب.

فقد كتبت ديلي تلغراف في افتتاحية لها بعنوان "نهج معاهدة باريس للمناخ عفا عليه الزمن وهو ساذج"، أن العالم من المؤكد أنه في طريقه إلى مستقبل أخضر، والسؤال الواقعي الوحيد هو ما هي أفضل الطرق إلى هذا المستقبل؟

وقالت إن التفكير الذي يقف وراء الاتفاقية قديم، إذ يعتمد على الحلول التي تأتي من الدولة، والأهداف غير الواقعية والعمل السياسي الساذج، وترمب انتخب لتعزيز الإنتاج الصناعي لبلاده والاتفاقية لا تقود إلى ذلك، أما الصين الأكثر حماسة للاتفاقية فلديها ميزة تنافسية في سوق تكنولوجيا الطاقة المتجددة.

التكنولوجيا الخضراء
ودعت الصحيفة للتخلي عن الأيديولوجيا في النقاش المتصل بالطاقة، وترك العالم ليستثمر فيما يراه مجديا وفيما يستطيع، ووصفت اتفاقية باريس بأنها تقيّد الأعمال بالأهداف بدلا من إطلاقها يد الأسواق لتطوير أدوات التكنولوجيا الخضراء.

وتحت عنوان "الهستيريا تجاه الانسحاب الأميركي غير مناسبة"، قالت صحيفة تايمز إن التكنولوجيا والأسواق، وليس البيروقراطيين، هي الأهم للطاقة الأنظف.

نشطاء ببرلين يحتجون على انسحاب أميركا من معاهدة باريس (رويترز)
نشطاء ببرلين يحتجون على انسحاب أميركا من معاهدة باريس (رويترز)

وأوضحت أن اقتصادات الطاقة المتجددة تتغيّر بسرعة إلى حد أصبحت فيه الكهرباء المولّدة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية أرخص سعرا وأفضل جدوى بالنسبة لكثير من الدول مقارنة بالمحطات التي تعمل بالفحم.

البحث والتطوير
وأضافت أن الولايات المتحدة دولة قائدة وليست تابعة في عملية تغيّر اقتصادات الطاقة المتجددة هذه، ويمكنها تسريع ذلك باستثمار ملياري دولار، التي تحدد أن تساهم بها وفقا للمعاهدة، في البحث والتطوير، وهي الشهيرة بإتقانهما.

ودعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اليقظة خوفا من أن تستغل الصين التغيّر المناخي لعزل الولايات المتحدة، قائلة إن ترمب يستطيع فعل ذلك بالدفاع عن قطاع للطاقة المتجددة قادر على الازدهار دون دعم حكومي وقطاع للغاز النظيف المستخرج بواسطة تكنولوجيا التكسير (فراكنغ) لتكملة قطاع الطاقة المتجددة.

أما صحيفة غارديان فقد نشرت مقالات عدة تعارض الانسحاب. وجاءت إحداها تحت عنوان "دونالد ترمب يتخلى عن العالم لصالح عمالقة النفط"، يقول كاتبها جيل أبرامسون إن هذا الانسحاب يعبر عن أنانية عميقة ولا يفيد إلا أقذر الملوثين للمناخ.

التوسلات والدليل العلمي
وقال أبرامسون إن ترمب صد جميع التوسلات وتجاهل الدليل العلمي الذي يظهر تآكلا كارثيا للشواطئ ويشقق طبقات الجليد بالقطب الشمالي ويغمر المدن بالفيضانات، وإنه لقرار جبان لأن الولايات المتحدة وباستمرار كانت هي المساهم الأكبر في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الذي يسمم الجو ويحرق كوكب الأرض.

وأضاف ساخرا بأنه إذا لم تكن الحجج الأخلاقية تحرك شيئا في هذا الرئيس -ترمب- فإن الألاعيب الجيوسياسية يمكنها تحريكه وهزيمته، لأن انسحابه هذا سيهزم أميركا بعزلها وتقليص نفوذها.

وقال مقال آخر بالصحيفة للكاتب ديفد سوزوكي إن ترمب انسحب من أفضل صفقة في التاريخ وبذلك منح العالم حجة قوية لرفض مزاعمه السابقة بأنه رجل أعمال حاذق ويفهم الاقتصاد وفن إبرام الصفقات.

المصدر : الصحافة البريطانية