الشرق الأوسط وأزمة الخليج الراهنة

U.S. President Donald Trump, Saudi Arabia's King Salman bin Abdulaziz Al Saud, and arab leaders pose for a photo during Arab-Islamic-American Summit in Riyadh, Saudi Arabia May 21, 2017. REUTERS/Jonathan Ernst
مشهد من القمة العربية الإسلامية الأميركية التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض قبل انفجار أزمة الخليج وفرض الحصار على قطر (رويرتز)
تناولت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية أزمة الخليج الراهنة والحصار الذي فرضته السعودية والإمارات وبعض الدول الأخرى على دولة قطر، وذلك في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعقده القمة العربية الإسلامية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض، وتساءلت لماذا يحتاج الشرق الأوسط لأزمة الخليج الراهنة؟

 
وقالت المجلة في مقال للكاتب ماثيو برودسكي إنه يبدو أن الرئيس ترمب وغالبية العالم العربي بمن فيهم منتقدوه يشتركون في الهدف نفسه، والمتمثل في جلب دولة قطر إلى التحالف الإقليمي الأوسع الذي يصطف ضد إيران والمتطرفين.

واستدركت بالقول لكن الرؤى تختلف إزاء طريقة القيام بتحقيق هذا الهدف، وقدمت بعض الخيارات أو وجهات النظر التي سيقت في هذا المجال.

وأشارت إلى أن البعض يحبذ بشكل كبير العمل على خلق مناخ من التهدئة، وذلك من خلال إيجاد حلول مؤقتة للخلافات.

السعودية تدعم الإرهاب
وأوضحت المجلة أن أصحاب هذا الخيار يرون أنه بما أن دولة قطر تستضيف قاعدة العمليات الأمامية للقيادة المركزية الأميركية في قاعدة العديد، التي يتمركز فيها نحو عشرة آلاف عسكري أميركي، وبما أنها تستضيف المطار الوحيد في المنطقة القادر على التعامل مع قاذفات بي52، فإن أي صدع صريح للعلاقات مع قطر إنما يؤدي إلى انعكاسات سلبية بشكل أكبر.

ثم نظرا لكون إيران هي التي تمثل أكبر تهديد إستراتيجي إقليمي للولايات المتحدة، فإن وجهة النظر هذه ترى أنه من الأفضل إبقاء الدول العربية "السنية" مركزة على التحديات الخارجية بدلا من تشكيل فرقة إطلاق دائرية على بعضها بعضا، أو الانزلاق إلى شكل من أشكال التناحر الداخلي.

هذا بالإضافة إلى أن اتهام السعودية لدولة قطر بدعم الجهاديين لا يعني شيئا عند مقارنته بالدعم الذي تقدمه السعودية نفسها للتيارات الإسلامية المتطرفة.

وأضافت المجلة أن هناك وجهة نظر أخرى ترى في الخلاف الإقليمي تطورا إيجابيا، وأن تحالفهم الأخير يبدو أنه جاء استجابة في جزء منه لخطاب ترمب الذي ألقاه الشهر الماضي في القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض.

ترمب بالقمة
وأوضحت المجلة أن ترمب سبق أن وقف في هذه القمة أمام ممثلين عن نحو 55 دولة ذات أغلبية إسلامية، وأنه دعاهم إلى طرد المتطرفين الإسلاميين من داخل بلدانهم.

وأضافت أن المدافعين عن وجهة النظر الثانية هذه يقولون إنه على المرء أن يبدأ من مكان ما كأن يكون قطر.

فالتحدي الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية لا يقل أهمية وإلحاحا عن التحدي الذي تفرضه إيران، وأنه إذا كانت الموجة الآن تتدفق تجاه المتطرفين السنة وليس الشيعة، فلتكن.

خيار ثالث
وقالت ناشونال إنترست إن هناك خيارا ثالثا يدرك مدى أهمية دولة قطر في التحالف الإقليمي، لكنه يرى أن هناك لحظة فريدة من نوعها قدمت نفسها. واستدركت بالقول إنه ينبغي لهذا الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على قطر أن يكون لفترة مؤقتة، لكنه لا يبدو على هذا النحو.

 

وأوضحت أنه ينبغي لقطر أن تدرك أن الاستمرار في ممارسة أعمالها كالمعتاد يعد ذا تكلفة باهظة، وبعبارة أخرى فإن قطر مرحب بها لأن تكون على متن الطائرة أو مع التحالف، ولكن شريطة أن لا تجذف بالاتجاه المعاكس.

خيار ترمب
وقالت الصحيفة إن الرئيس ترمب اختار الخيار الثالث منذ بداية الأزمة، وأن الإدارة الأميركية تناغمت مع موقفه في بداية الأمر، وأسهبت المجلة في الحديث عن تعقيدات أزمة الخليج المختلفة، وعن موقف قطر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعن مدى انعكاسات الأزمة على الولايات المتحدة والمنطقة والعالم.

واستدركت بالقول لكن وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون سرعان ما دعا إلى تخفيف الحصار المفروض على قطر، وإنه صرح بأن هذا الحصار يعيق العمل العسكري الأميركي في المنطقة، ويعيق الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة.

وقالت إنه كلما كان تيلرسون يدعو إلى عدم التصعيد، كان ترمب يغرد مجددا عكس ذلك ويزيد من الضغط، وأوضحت أن حلفاء أميركا يفعلون ما طلبه الرئيس ترمب منهم.

وأشارت إلى المصالح المشتركة، موضحة أنه ليس لأن سهم إله الحب (كيوبيد) ضرب العالم العربي أو المعسكر السعودي فإنهم وقعوا فجأة في حب إسرائيل، بل لأنهم أدركوا أن إيران والمتطرفين السنة يسعون إلى إعادة تشكيل المنطقة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية